واشنطن بوست تكشف عن تواطؤ بين إيران وجبهة البوليساريو في النزاع السوري
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تحقيق موسّع حول الوضع الأمني في سوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، عن أدلة جديدة تؤكد تورط إيران في دعم وتدريب عناصر من جبهة البوليساريو، مشيرة إلى أن طهران سعت إلى إقامة “شبكة واسعة من المجموعات الوكيلة للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران قامت بتدريب مقاتلين تابعين لجبهة البوليساريو، التي تتخذ من الجزائر مقرًا لها، ضمن جهودها لتوسيع نفوذها العسكري عبر وكلاء محليين في بؤر التوتر.
ونقل التقرير عن مسؤول إقليمي وآخر أوروبي أن مئات من مقاتلي البوليساريو محتجزون حاليًا لدى القوات الأمنية الجديدة في سوريا، وهو ما يعكس حجم الانخراط الميداني للجبهة في النزاع السوري.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المعطيات تم تعزيزها من خلال وثيقة سرية تعود إلى عام 2012، تتحدث عن اتفاق ثلاثي بين النظام السوري بقيادة بشار الأسد، والجزائر، وجبهة البوليساريو، يقضي بإرسال مقاتلين إلى سوريا بدعم مباشر من حزب الله اللبناني.
وفي رسالة مؤرخة بـ17 أبريل 2023، وجّهها زعيم البوليساريو إبراهيم غالي إلى بشار الأسد بمناسبة عيد وطني، وصف فيها المعارضة السورية بأنها “قوى الشر والمؤامرة الوحشية”، ما يُعدّ تأكيدًا جديدًا على موقف الجبهة المنحاز للنظام السوري ضد تطلعات الشعب السوري.
من جهتها، دفع الإفراج عن عناصر من البوليساريو وجنود جزائريين من قبضة الفصائل المسلحة في سوريا، السلطات الجزائرية إلى مراجعة موقفها من الحكومة السورية الجديدة، بعدما كانت تصفها سابقًا بـ”الإرهابية”. وكلفت الجزائر وزير خارجيتها، أحمد عطاف، بمهمة إعادة فتح قنوات الاتصال خلال زيارة إلى دمشق، إلا أن هذه المبادرة لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة.
وتشير المعطيات إلى أن هذه التحولات قد تقود قريبًا إلى تراجع سوريا عن اعترافها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (RASD)، وهو الاعتراف الذي يعود إلى عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.
وفي سياق متصل، أكد الملك محمد السادس في رسالة تهنئة وجهها خلال فبراير الماضي إلى أحمد الشعار بمناسبة توليه رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية، أن “المملكة المغربية كانت ولا تزال داعمة للشعب السوري الشقيق من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقرار والطمأنينة”.