مسعد بولس، مستشار ترامب لشؤون أفريقيا، سيبدأ جولة دبلوماسية في المغرب
يستعد مسعد بولوس، المستشار الرئيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، للقيام بجولة دبلوماسية تشمل عدة دول في المغرب العربي، وذلك في إطار توجه أمريكي جديد لإعادة صياغة علاقاتها مع منطقة شمال أفريقيا والساحل.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن زيارة بولوس تأتي ضمن رؤية أوسع للإدارة الأمريكية السابقة تهدف إلى تعزيز الحضور الأمريكي في القارة الأفريقية، مع التركيز على حلول مستدامة للنزاعات الإقليمية وتفضيل التعاون الاقتصادي والتجاري على سياسات المساعدات التقليدية. ويُتوقع أن تشهد الجولة لقاءات مع مسؤولين حكوميين وشخصيات بارزة في المغرب العربي، بهدف وضع أسس جديدة لمبادرات السلام والتنمية في المنطقة.
وقد برز اسم مسعد بولوس في السنوات الأخيرة من خلال أدواره الدبلوماسية في مناطق أفريقية أخرى، خاصة في منطقة البحيرات الكبرى، حيث لعب دورًا مهمًا في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. أما اليوم، فيواجه بولوس تحديات أكثر تعقيدًا في دول مثل ليبيا والسودان، حيث تتداخل الأزمات السياسية والأمنية مع الأبعاد الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الجولة بعد فترة من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة وغير المعلنة بين واشنطن وعدد من الفاعلين السياسيين في المنطقة، في محاولة لإحياء مسارات السلام المتعثرة خاصة في ليبيا والسودان. وتشير المعطيات إلى أن واشنطن تراهن على دور أكبر للوساطة الاقتصادية والدبلوماسية، بعيدًا عن الأساليب التقليدية المعتمدة على الدعم المالي المباشر.
ويؤكد مراقبون أن هذه المبادرة تأتي استكمالًا للقاء الذي جمع الرئيس ترامب مؤخرًا مع خمسة رؤساء أفارقة في البيت الأبيض، حيث أعلن حينها التزام الإدارة الأمريكية بدعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا والسودان.
ويبقى السؤال المطروح في الأوساط السياسية: هل تنجح جولة بولوس في إعادة الزخم لمسارات السلام بالمنطقة المغاربية، أم ستصطدم بمحدودية النفوذ الأمريكي وتعقيدات الأوضاع الإقليمية؟