لالة عودة : الأميرة العالمة والمرأة الفاضلة في تاريخ المغرب
تُعدّ لالة عودة، المعروفة أيضًا بمسعودة بنت أحمد بن عبد الله الوزكيتي، إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ المغرب خلال القرن السادس عشر. لقد تركت هذه المرأة العظيمة بصمة لا تُمحى في مجالات السياسة، والدين، والعمل الخيري.
أصل ونشأة لالة عودة
ولدت مسعودة الوزكيتية في سنة 1532، وهي ابنة الشيخ أحمد بن عبد الله الوزكيتي الورزازي، أمير قصبة تاوريرت. كان والدها له دور كبير في دعم نشأة الدولة السعدية في سوس ودرعة، مما وفر لها بيئة مشجعة للتعلم والنشأة في كنف العلم والدين.
الزواج والعائلة
تزوجت لالة عودة من محمد الشيخ المهدي، زعيم الدولة السعدية، في سنة 1548، وأنجبت منه أحمد المنصور الذهبي. لعبت دورًا كبيرًا في حماية ابنها أحمد بعد مقتل زوجها وتعرض العائلة للاضطهاد من قبل الحاكم الجديد عبد الله الغالب.
الدور السياسي والتأثير
بعد عودتها إلى المغرب في سنة 1574، أصبحت لالة عودة أم السلطان إثر معركة وادي المخازن سنة 1578. تمتعت بنفوذ كبير على ابنها السلطان أحمد المنصور الذهبي، وكانت توجهه باستشاراتها الحكيمة.
العمل الخيري والمشاريع الدينية
كانت لالة عودة تُعرف بحبها للأعمال الخيرية، حيث اعتنت بالأيتام والأرامل وساعدت في تزويج النساء الفقيرات. يُذكر أنها قامت ببناء المسجد العظيم لباب دكالة في مراكش كتوبة عن خطأ ارتكبته، مما يظهر توبتها ورغبتها في فعل الخير.
وفاتها وإرثها
توفيت لالة عودة في سنة 1591، ودُفنت في ضريح السعديين بمراكش. تركت وراءها إرثًا من الحكمة والعمل الخيري، وظلت ذِكراها خالدة في التاريخ المغربي.