‫الرئيسية‬ مجتمع فوضى بالمحطة الطرقية في مكناس… “الكورتية” يعيدون المرفق الحيوي إلى زمن الفوضى
مجتمع - ‫‫‫‏‫27 ثانية مضت‬

فوضى بالمحطة الطرقية في مكناس… “الكورتية” يعيدون المرفق الحيوي إلى زمن الفوضى

تشهد المحطة الطرقية بمدينة مكناس منذ أسابيع حالة من الفوضى والانفلات، أثارت قلق المهنيين والمسافرين على حد سواء، بعد عودة ظاهرة “الكورتية” الذين باتوا يفرضون سيطرتهم على المرفق العمومي بطرق غير قانونية، ويحولونه إلى ساحة للابتزاز والترهيب.

فبحسب ما أوردته جريدة “المساء”، يعمد هؤلاء الأشخاص إلى توجيه المسافرين قسرًا نحو حافلات معينة مقابل عمولات وإتاوات يفرضونها على أرباب الحافلات وممثليهم، مستخدمين أساليب التهديد والعنف في بعض الحالات. ويؤكد مهنيون أن هذه الممارسات تتم خارج أي إطار قانوني، إذ يستغل بعض المتورطين انتماءهم الشكلي لهيئات مهنية في قطاع النقل لفرض نفوذهم داخل المحطة، رغم عدم توفرهم على الشروط القانونية للعضوية.

وقد بلغ هذا الوضع درجة خطيرة، بعدما تعرض صاحب حافلة تؤمن الخط بين مكناس والدار البيضاء لاعتداء جسدي عنيف من طرف مجموعة من “الكورتية”، إثر رفضه الانصياع لعملية ابتزاز. وتم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات لتلقي الإسعافات الضرورية، في حادث خلف موجة تضامن واسعة بين مهنيي النقل الذين عبّروا عن استنكارهم الشديد لما وصفوه بـ“الفوضى المنظمة” داخل المحطة.

وفي تصريحات متطابقة، دعا أرباب الحافلات السلطات المحلية والأمنية إلى تدخل عاجل وحازم لإعادة النظام إلى هذا المرفق الحيوي، وتنظيم نشاط الوسطاء القانونيين وفق ضوابط واضحة، من أجل حماية العاملين والمسافرين على حد سواء. كما شددوا على ضرورة وضع حد للتجاوزات المتكررة لبعض الأشخاص الذين يسيئون إلى صورة القطاع ويعرقلون السير العادي للمحطة.

ويرى متتبعون للشأن المحلي أن عودة مظاهر الفوضى بالمحطة الطرقية تعكس ضعف المراقبة والتدبير الإداري لهذا المرفق، الذي يُعد الواجهة الأولى لمدينة مكناس أمام زوارها. ويؤكد هؤلاء أن معالجة هذه الإشكالية تتطلب مقاربة شمولية تقوم على التنسيق بين السلطات الأمنية والجماعية والمهنية، لضمان استمرارية النظام داخل المحطة وتحصينها من كل أشكال الفوضى والاستغلال.

وفي انتظار تحرك فعلي من الجهات المعنية، يبقى الوضع في المحطة الطرقية لمكناس مرشحًا لمزيد من التوتر، في غياب حلول ميدانية تضع حدًّا لتنامي ظاهرة “الكورتية” التي باتت تؤثر سلبًا على صورة المدينة وسمعة قطاع النقل العمومي برمته.

اترك تعليقاً