‫الرئيسية‬ سياسة عامل مكناس يدعو لمحاربة “محترفي التسول”
سياسة - أغسطس 24, 2024

عامل مكناس يدعو لمحاربة “محترفي التسول”

عبد الغني الصبار عامل مكناس

في خطوة أثارت نقاشات محلية واسعة، دعا عامل إقليم مكناس، عبد الغني الصبار، الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود لمحاربة “محترفي التسول” في العاصمة الإسماعيلية. تأتي هذه الدعوة بعد معاينته الشخصية لحالات تسول احتيالية في المدينة، وهو ما اعتبره إشكالية تستدعي اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهتها. ومع ذلك، وجهت فعاليات محلية انتقادات لافتقار المدينة للبنية التحتية اللازمة والمقاربات الشاملة لمعالجة الظاهرة من جذورها.

تسول احترافي وأوضاع مقلقة:

خلال تدشينه لعدد من المشاريع الاجتماعية بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وذكرى عيد الشباب، أعرب عامل إقليم مكناس عن قلقه إزاء انتشار التسول الاحترافي في المدينة. وذكر في تصريحاته أنه وقف بنفسه على حالات لأشخاص يتخذون من التسول مهنة، رغم أنهم يملكون ممتلكات ومداخيل مالية معتبرة. وأشار إلى أن أحد المتسولين كان يملك منزلاً من عدة طوابق، ومع ذلك يستغل التسول كوسيلة احتيالية لجمع الأموال.

وأضاف أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع على عاتق المتسولين أنفسهم، خصوصاً الأطفال الذين يعيشون في وضعية تشرد. هؤلاء الأطفال يرفضون في كثير من الأحيان الاستفادة من خدمات مراكز الإيواء أو الإدماج في الحياة الاقتصادية، ما يزيد من صعوبة التعامل مع الظاهرة.

تحديات مراكز الإيواء:

رغم الدعوات لتكثيف الجهود الأمنية، فإن مواجهة ظاهرة التسول في مكناس تتطلب مقاربة أعمق تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية. ووفقاً لمصادر محلية، تعاني المدينة من نقص حاد في مراكز الإيواء، سواء من حيث العدد أو الطاقة الاستيعابية. كما أن هذه المراكز تعاني من نقص في الأطر المتخصصة، وتعتمد على أساليب تقليدية في التعامل مع المشردين وأطفال الشوارع، ما يجعل من الصعب مواجهة الظاهرة بفعالية.

الفقر والبطالة جزء من المشكلة:

لا يمكن فصل ظاهرة التسول عن السياق الاجتماعي والاقتصادي العام في مكناس. فقد أكدت العديد من الفعاليات الجمعوية والنقابية أن المدينة تعاني من ركود اقتصادي منذ سنوات، ما أدى إلى ارتفاع نسب البطالة وضعف فرص الإدماج الاجتماعي. وتشير هذه الفعاليات إلى أن غياب التخطيط التنموي وعدم قدرة المجالس المنتخبة المتعاقبة على تحقيق تحسن ملموس في الأوضاع الاقتصادية قد ساهم بشكل كبير في تفاقم مشاكل الفقر والهشاشة الاجتماعية، وهو ما يجعل من التسول أحد تجليات هذه المشاكل.

الحلول المطلوبة:

يرى المراقبون أن محاربة التسول في مكناس يجب أن ترتكز على استراتيجيات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب التدخلات الأمنية. ويقترحون تعزيز مراكز الإيواء وتحديث مقارباتها، بالإضافة إلى دعم برامج الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، لتمكين الفئات الهشة من تحسين أوضاعها. كما يدعون إلى ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، من سلطات محلية وجمعيات المجتمع المدني، لضمان نجاح هذه المبادرات.

تبقى قضية التسول في مكناس تحدياً مستمراً يتطلب مواجهة متعددة الأبعاد. فبينما يبقى التدخل الأمني ضرورياً، تظل الحلول المستدامة مرتبطة بمعالجة الأسباب الجذرية للفقر والبطالة والهشاشة الاجتماعية.