‫الرئيسية‬ فن و ثقافة حينما تحكي مكناس عظمتها: السيرة الذاتية لعبد العزيز بن عبد الجليل – تراث موسيقي ومسيرة حافلة
فن و ثقافة - مارس 9, 2024

حينما تحكي مكناس عظمتها: السيرة الذاتية لعبد العزيز بن عبد الجليل – تراث موسيقي ومسيرة حافلة

عبد العزيز بن عبد الجليل

تُروى في الجزء الأول من السيرة الذاتية لعبد العزيز بن عبد الجليل، الباحث المتخصص في علم الموسيقى، حكاية تجسد التزامه وإسهاماته الكبيرة في “المجمع العربي للموسيقى” الذي ينضوي تحت لواء جامعة الدول العربية. تولى ابن عبد الجليل إدارة المعهد الموسيقي في مكناس، ومثّل وزارة الثقافة المغربية فيها، كما أصدر عدة أعمال تأريخية حول الموسيقى العربية في المغرب، وموسيقى الغرب الإسلامي، وأهمية الأناشيد الوطنية في النضال ضد الاستعمار، ونظريات الموسيقى العربية، إلى جانب دراسته للتواصل الموسيقي بين المملكة المغربية وبقية البلدان الإفريقية، وقام أيضًا بتحقيق كتب مرجعية في المجال الموسيقي نُشرت تحت رعاية أكاديمية المملكة المغربية.

تحت عنوان “حينما تحكي مكناس عظمتها”، يُقدم هذا العمل عبر حوالي 400 صفحة من دار أبي رقراق للطباعة والنشر، رؤية عميقة لحياة شخص عايش المغرب قبل وبعد الاستقلال، ومسيرة مهنية غنية بالأحداث والمواقف التي أوصلته إلى فهم أعمق للعالم، متناولةً البُعد الاجتماعي والثقافي لمدينته مكناس التي استعرض ماضيها وحاضرها “بين اليأس والأمل”.

أعرب بنعبد الجليل عن مشاعره المتضاربة بين الرغبة في الكشف عن ذكرياته والحفاظ عليها لنفسه، وكتب يقول: “أجدني… مترددًا بين البوح بأسرار الماضي وإبقائها طي الكتمان، لأنها مع مرور الزمن تصبح جزءًا من تراث الشعوب، بينما أفكر في الاحتفاظ بتلك الذكريات لنفسي كونها قد تُعتبر براعة شخصية وسبيلاً للتفاخر”.

تابع قائلاً: “لقد كتبت صفحات عدة من هذه الذكريات دون أن أفكر في نشرها، ثم عرضتها على أصدقائي وأقربائي الذين شجعوني على مواصلة كتابتها ونشرها في كتاب، مما دفعني لتجاوز ترددي واتخاذ قرار البوح”.

وفي هذا الجزء، يُقدم الكاتب نفسه كشاب متعطش للمعرفة، مغرم بالرياضة والموسيقى منذ صغره، وكيف أن تجربته في التعليم والحركة الكشفية، إلى جانب شغفه بالموسيقى، قادته لتحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال، مما أهّله للفوز بعضوية المجمع العربي للموسيقى.

يُبرز محمد احميدة، الأكاديمي المتخصص في الأدب المغربي، في مقدمة الكتاب، أن السيرة تحمل تميزًا خاصًا بفضل مسيرة الأستاذ عبد العزيز ابن عبد الجليل المتفردة، التي امتزجت بحبه للموسيقى والحياة الكشفية، مما جعل قصته الذاتية فريدة من نوعها وتسليط الضوء على تأثيره في الساحة الثقافية عبر عقود.