توقعات أسعار الذهب 2025: إلى أين يتجه المعدن الأصفر؟
لا يزال الذهب، الذي يُعتبر منذ قرون الملاذ الآمن الأول للمستثمرين، محطّ أنظار الأسواق العالمية في عام 2025. فبعد أن لامس مستويات قياسية خلال الربيع، يحافظ المعدن الأصفر على مكاسبه التاريخية. ومع نهاية شهر أغسطس، يتداول الذهب عند حدود 3400 دولار للأونصة، مدعوماً بتراجع قوة الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من طرف الاحتياطي الفيدرالي.
ما هو الذهب الورقي؟ فهم الاستثمار في الذهب الورقي
عوامل أساسية داعمة
هناك عدة عناصر تفسّر هذا المسار الصاعد:
-
البنوك المركزية واصلت شراء الذهب بكميات ضخمة، متجاوزة 1000 طن سنوياً منذ 2022، وهو ما يعكس رغبتها في تنويع احتياطاتها والتحوّط ضد المخاطر النقدية.
-
التدفقات نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) المدعومة بالذهب تشهد انتعاشاً قوياً، حيث ضخ المستثمرون أكثر من 20 مليار دولار خلال 2025، ما يعكس الثقة في المعدن الأصفر.
-
تراجع الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية (ظاهرة “إزالة الدولرة”) زاد من جاذبية الذهب كأصل استراتيجي لحماية الثروة.
المدى القصير: تماسك مع ميل صعودي
من الناحية الفنية، يتحرك الذهب في مرحلة تماسك صعودي. إذ يبرز مستوى 3350 دولاراً كمنطقة دعم قوية، فيما يشكّل تجاوز حاجز 3430 دولاراً إشارة لاحتمال انطلاق موجة ارتفاع جديدة.
في هذا السياق، ينصح العديد من المحللين باعتماد إستراتيجية الشراء عند الانخفاضات، مستفيدين من كل تراجع مؤقت في الأسعار، مع بقاء الاتجاه العام نحو الصعود. ومع ذلك، تبقى احتمالات حدوث تصحيحات قصيرة الأجل قائمة، خاصة إذا تعافى الدولار أو ظهرت مفاجآت في بيانات التضخم الأمريكية.
توقعات نهاية 2025: رؤية متفائلة
تشير التقديرات إلى استمرار الأسعار ضمن مستويات مرتفعة مع نهاية العام:
-
غولدمان ساكس يتوقع بلوغ الذهب نحو 3700 دولار للأونصة، مع إمكانية الارتفاع حتى 3880 دولاراً في حالة حدوث ركود اقتصادي عالمي.
-
جي بي مورغان يرجّح أن يصل الذهب إلى 3675 دولاراً خلال الربع الرابع، مع احتمال بلوغ 4000 دولار منتصف 2026.
-
تقديرات أخرى أكثر تحفظاً تتوقع بقاء المعدن الأصفر في نطاق 3200 – 3500 دولار.
المدى المتوسط والبعيد: آفاق نحو قمم جديدة
بعيداً عن 2025، يعتقد عدد من مراكز الأبحاث أن الذهب قد يواصل مساره الصاعد مدفوعاً بـ:
-
استمرار الضغوط التضخمية،
-
هشاشة العملات الورقية،
-
التوترات الجيوسياسية.
بعض السيناريوهات تتوقع أن يتجاوز سعر الذهب 5000 دولار بحلول 2030، بل وربما يصل إلى مستويات أعلى إذا استمرت الأزمات النقدية والسياسية العالمية.
يظهر الذهب اليوم كأحد الأصول الأكثر صلابة وجاذبية في الأسواق العالمية. فبفضل الدعم القوي من البنوك المركزية والمستثمرين المؤسساتيين، ومع تزايد الشكوك حول مستقبل النظام النقدي العالمي، يبدو أن الاتجاه العام للذهب يظل صاعداً على المدى المتوسط والبعيد.
أما على المدى القصير، فمن المرجّح أن يشهد المعدن الأصفر فترات من التماسك والتصحيحات، لكنها تظل فرصاً للشراء، في انتظار محطات صعود جديدة.