‫الرئيسية‬ سياسة توازن القوى ينهار في الجزائر: سعيد شنقريحة على أبواب السقوط
سياسة - ‫‫‫‏‫ساعة واحدة مضت‬

توازن القوى ينهار في الجزائر: سعيد شنقريحة على أبواب السقوط

سعيد شنقريحة

أحدث فرار الجنرال عبد القادر حداد، الملقب بـ ناصر الجن، صدمة غير مسبوقة داخل أروقة السلطة الجزائرية. الرجل الذي كان لسنوات طويلة أحد أعمدة الاستخبارات، وصندوق أسرار النظام، نجح في الإفلات عبر قارب سريع نحو إسبانيا، متحدياً كل أجهزة الأمن التي كان هو نفسه من بناها وأدارها. هذه العملية وضعت النظام في حالة ارتباك لم يشهدها منذ نهاية “العشرية السوداء”.

سقوط المديرية المركزية لأمن الجيش (DCSA)

الجهاز المكلف بمراقبة ناصر الجن خلال فترة احتجازه، أي المديرية المركزية لأمن الجيش (DCSA)، وجد نفسه في قلب العاصفة. فقدان السيطرة على أهم معتقل سياسي-أمني للنظام يُعدّ فضيحة كبرى انتهت بإقالة قائد الجهاز الجنرال محرز جريدي. والأخطر من ذلك، أن الرئاسة تتحرك اليوم لإعادة هيكلة جذرية، تقضي بنزع هذا الجهاز من وصاية الأركان وإلحاقه مباشرة برئيس الجمهورية.

سعيد شنقريحة… الخاسر الأكبر

الخطوة المرتقبة لا تعني سوى شيء واحد: إضعاف الفريق سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش، الذي كان حتى الأمس القريب الرجل الأقوى في البلاد. فالتحكم في جهاز حساس مثل الـDCSA يمثل ركيزة في ميزان القوة داخل النظام، ونقله إلى سلطة الرئاسة يجرّد شنقريحة من أهم أدواته.
في معادلة السلطة الجزائرية، من يملك المعلومة يملك القرار. ومع فقدان هذا السلاح الاستراتيجي، يبدو شنقريحة أقرب ما يكون إلى الإطاحة.

معركة الخلافة تشتعل

الأزمة لا تتوقف عند حدود صراع الأجهزة. فالمشهد يرتبط مباشرة بمعركة الخلافة على كرسي الرئاسة. الرئيس عبد المجيد تبون، الذي يقترب من عقده التاسع وتلاحقه أزمات صحية متكررة، يسعى إلى تأمين انتقال سلس يضمن بقاء نفوذ محيطه. تقليص دور شنقريحة في هذه المرحلة يعني تحييد الجيش من معركة اختيار خليفة تبون، وهي معركة مصيرية ستحدد ملامح الجزائر في السنوات المقبلة.

إقالة وشيكة أم مواجهة مفتوحة؟

كل المؤشرات تدل على أن إقالة شنقريحة مسألة وقت لا أكثر. لكن توقيت وكيفية تنفيذها يطرحان أسئلة كبرى. هل ستتم في إطار تسوية داخلية هادئة؟ أم أن الرجل، الذي لا يزال يملك أنصاراً داخل المؤسسة العسكرية، قد يجر البلاد إلى مواجهة مفتوحة؟

لقد كشف فرار ناصر الجن عن ثغرات خطيرة في جهاز الدولة، وعرّى هشاشة السلطة التي بدت عاجزة أمام رجل واحد كان جزءاً من منظومتها. لكن التداعيات الأخطر تطال رأس المؤسسة العسكرية. وإذا تأكدت إقالة سعيد شنقريحة قريباً، فإن الجزائر ستدخل مرحلة جديدة، قد تكون أكثر اضطراباً مما عاشته في العقد الماضي.

اترك تعليقاً