‫الرئيسية‬ سياسة بعد فرار ناصر الجن… نهاية النظام الجزائري تقترب بخطوات سريعة
سياسة - ‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

بعد فرار ناصر الجن… نهاية النظام الجزائري تقترب بخطوات سريعة

ناصر الجن

لم يكن هروب الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بـ”ناصر الجن”، مجرد حادثة أمنية عابرة أو فشل ظرفي لأجهزة المراقبة. بل يمكن اعتباره الشرارة التي عرّت هشاشة النظام الجزائري، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة تضع مستقبل السلطة العسكرية برمّتها على المحك.

صدمة داخل المؤسسة العسكرية

يشكل فرار أحد أقوى رجالات الاستخبارات في الجزائر، الذي شغل حتى ماي الماضي منصب مدير المخابرات الداخلية (DGSI)، زلزالاً سياسياً وأمنياً غير مسبوق. فالرجل ليس مجرد ضابط عادي، بل “الصندوق الأسود” للنظام، العارف بتفاصيل الاغتيالات السياسية والاختطافات والتصفية الجسدية التي وسمت العقود الماضية، وخاصة فترة “العشرية السوداء”.
وجوده خارج قبضة السلطة يعني ببساطة أن أسراراً خطيرة باتت مهددة بالانكشاف، الأمر الذي يزرع الذعر في قلب النظام ويكشف تآكل الانضباط داخل مؤسساته.

مؤشرات التفكك

الإجراءات المرتبكة التي أعقبت الفرار ـ من تطويق العاصمة إلى الإقالات والاعتقالات العشوائية في صفوف ضباط ومسؤولين أمنيين ـ تعكس حالة من الهلع أكثر مما تعكس ثقة في السيطرة. كلما تحرك النظام لمحاصرة الأزمة، كلما برزت إلى العلن التصدعات الداخلية والصراعات بين الأجنحة.
الملاحظة الجوهرية أن الرعب لم يعد يقتصر على الشعب، بل صار يسكن أركان السلطة نفسها.

النظام يواجه شبح نهايته

يُضاف فرار “ناصر الجن” إلى سلسلة طويلة من الأزمات التي أنهكت شرعية الحكم في الجزائر:

  • التغييرات المتكررة على رأس الأجهزة الأمنية.

  • الإقالات المتواصلة لكبار الجنرالات.

  • الفشل في تحقيق استقرار سياسي أو اقتصادي يُذكر.

  • تزايد عزلة النظام في محيطه الإقليمي والدولي.

اليوم، وقد فقد النظام السيطرة حتى على كبار رموزه، تترسخ القناعة بأن زمنه يقترب من نهايته. فهروب “الجلاد” السابق، الذي كان يوماً إحدى أيادي النظام القوية، لا يعني فقط انكسار قبضة الأجهزة، بل يرمز إلى انهيار منظومة كاملة قامت على الخوف والقمع.

ما بعد الهروب

التساؤل الأكبر ليس إن كان النظام سيسقط، بل متى وكيف. فإما أن تتوالى الانشقاقات وتتكثف الضربات الداخلية لتسقط السلطة من الداخل، أو أن يؤدي ضغط الشارع والمجتمع الدولي إلى فرض انتقال سياسي تدريجي.
في كلتا الحالتين، يبدو أن فرار “ناصر الجن” قد رسم بداية النهاية، وجعل من الحديث عن “سقوط النظام” مسألة وقت لا أكثر.

اترك تعليقاً