‫الرئيسية‬ اقتصاد الذهب في المغرب.. ارتفاع قياسي في الأسعار يهز سوق المجوهرات ويضع الحرفيين في مأزق
اقتصاد - ‫‫‫‏‫يوم واحد مضت‬

الذهب في المغرب.. ارتفاع قياسي في الأسعار يهز سوق المجوهرات ويضع الحرفيين في مأزق

أسعار الذهب المغرب

يشهد سوق الذهب في المغرب موجة غير مسبوقة من الارتفاع، إذ بلغ سعر الغرام الواحد من الذهب الخام عيار 18 حوالي 900 درهم، وهو مستوى تاريخي يهدد قطاع الصياغة التقليدية ويُبعد المستهلكين عن المعدن الأصفر الذي كان يُعتبر رمزاً للأمان والادخار.

ارتفاع عالمي ينعكس محلياً

تأتي هذه القفزة في الأسعار نتيجة الارتفاع الكبير في الأسواق العالمية، حيث تجاوز سعر الأونصة 4 000 دولار. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتراجع الثقة في الأسواق المالية، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن. غير أن هذا الاتجاه العالمي ترك أثره العكسي على السوق المغربي.

يقول أحد الصاغة في حي الرصيف بمدينة فاس: «لم نرَ مثل هذه الأسعار من قبل. الزبائن يأتون للسؤال فقط، ثم يغادرون من دون شراء. السوق شبه متوقف».
ووفقاً لبيانات ميديا 24، يتراوح سعر الغرام من الذهب الخام عيار 18 بين 885 و890 درهماً، بينما يصل سعر الذهب المُصاغ، الذي يشمل أجور الصياغة وهوامش الربح، إلى أكثر من 1150 درهماً.

حرفيون يعانون وسوق يترنح

في أسواق مكناس، يبدو المشهد مشابهاً. يقول محمد، صائغ منذ أكثر من عشرين سنة: «المبيعات شبه متوقفة، حتى الأعراس التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من الطلب تراجعت. بعض الزملاء يفكرون في إغلاق محلاتهم نهائياً».

رئيس الفيدرالية الوطنية للصياغة، دريس الحازاز، حذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى ركود هيكلي في القطاع، إذ أصبحت الورش تعمل بطاقة منخفضة، والحرفيون المستقلون يعانون من تراكم الديون وتراجع الطلب.

مضاربات وغموض في السوق

إلى جانب ارتفاع الأسعار، يشكو المهنيون من غياب الشفافية ووجود تجارة غير مهيكلة تؤثر في توازن السوق.
وللتصدي لذلك، أعلن اتحاد الصاغة عن إنشاء شركة وطنية لاستيراد الذهب تهدف إلى تعزيز الشفافية وضبط الأسعار وتقليص الاعتماد على الوسطاء. غير أن هذه الخطوة ما تزال في بداياتها ولم تُظهر نتائج ملموسة بعد.

قدرة شرائية منهكة ومعدن بعيد المنال

في ظل هذا الارتفاع، ابتعد الكثير من المغاربة عن اقتناء الذهب، حتى في المناسبات الاجتماعية. تقول فاطمة، شابة من الحاجب: «كنت أطمح لشراء طقم ذهب لزواجي، لكن الأسعار صارت جنونية، فاخترنا أشياء أخرى».

هذا التحول يعكس تراجع القوة الشرائية للأسر المغربية، ويُفقد الذهب دوره الاجتماعي والتقليدي كرمز للأمان والادخار.

بين الملاذ الآمن والوهم البعيد

رغم أن الذهب ما يزال يُعتبر ملاذاً آمناً عالمياً، إلا أن ارتفاعه غير المسبوق في المغرب كشف عن هشاشة البنية الاقتصادية للحرفيين وارتباط السوق المحلي بالتقلبات الدولية.
في نظر البائعين والمستهلكين على حد سواء، أصبح المعدن الأصفر أغلى من أي وقت مضى… لكنه أيضاً أبعد من أي وقت مضى.

اترك تعليقاً