‫الرئيسية‬ تاريخ تاريخ مدينة مكناس: الرحلة من العصر الموحدي إلى العصر المريني
تاريخ - أبريل 26, 2024

تاريخ مدينة مكناس: الرحلة من العصر الموحدي إلى العصر المريني

مكناس

مكناس، هذه المدينة المغربية التي تقع في قلب البلاد، تحمل في طياتها تاريخًا غنيًا يمتد لعدة قرون. يعود أصل اسمها وتأسيسها إلى قبيلة أمازيغية تدعى المكناسة، حيث أسست هذه القبيلة مجموعة من القرى الصغيرة غير المحصنة في القرن العاشر. من هنا، سنأخذكم في رحلة عبر الزمن لاستكشاف مراحل تطور هذه المدينة وما شهدته من تحولات عبر العصور.

جذور مدينة مكناس وقبيلة المكناسة

قبيلة مكناسة، الأمازيغية الأصل، كانت السكان الأوائل الذين استوطنوا هذه المنطقة في القرن العاشر، مؤسسين قرى مكناسة الزيتون. هذه القرى البسيطة كانت نقطة انطلاق لما ستصبح فيما بعد واحدة من أعرق مدن المغرب.

التأسيس الموحدي وبناء الحصن

في القرن الحادي عشر، مع فتح المنطقة، أسس الموحدين حصنًا أو مستوطنة محصنة جنوب هذه القرى. المستوطنة المعروفة في الأصل باسم تغرارت، كانت البذرة الأولى لما يُعرف الآن بالمدينة القديمة في مكناس.

مسجد النجارين: أقدم مساجد المدينة

يُعتبر مسجد النجارين من أهم المعالم التاريخية في مكناس، حيث يُشاع أنه كان المسجد المركزي للمستوطنة الموحدية. يُعتقد أن هذا المسجد بُني في القرن الثاني عشر على يد الموحدين، مما يعكس الأهمية الدينية والثقافية للمدينة خلال هذه الفترة.

إعادة الإعمار والتحصين تحت حكم الموحدين

رغم الحصار الذي دمر المدينة في القرن الثاني عشر، قام الخليفة الموحدي محمد الناصر بإعادة بناء مكناس وتحصيناتها. خلال هذه الفترة، شهدت المدينة ازدهارًا نسبيًا، مما جعلها مركزًا هامًا قبل أن تفتح مرة أخرى بواسطة الدولة المرينية الجديدة في عام 1244.

العصر المريني وتأسيس القصبة

تميز العصر المريني بإنشاء القصبة في مكناس، وهو حصن أو منطقة الحاكم، بواسطة السلطان أبو يوسف يعقوب في عام 1276. كانت هذه الفترة حافلة بالأحداث حيث تم أيضًا بناء مسجد القصبة الذي أصبح فيما بعد مسجد للا عودة، وشهدت المدينة ترميمات واسعة للمسجد الكبير وبناء مدارس كبيرة تعكس النشاط الثقافي والديني في المدينة.

تراجع مكناس في العصور اللاحقة

على الرغم من الازدهار الذي شهدته مكناس في العصور السابقة، إلا أنها عانت من الإهمال خلال فترات الحكم المريني والوطاسي. السلالة السعدية الجديدة التي ركزت اهتمامها على مراكش، تركت مكناس وغيرها من المدن الشمالية في حالة من النسيان.

مكناس، بتاريخها الغني وتحولاتها عبر العصور، تبقى شاهدًا على العراقة والثقافة العميقة التي تزخر بها المغرب. تحتضن هذه المدينة في جنباتها ذاكرة حضارات متعاقبة جعلت منها موقعًا تاريخيًا لا يُنسى.