ديربي فاس مكناس.. أكثر من مواجهة كروية
تتجه الأنظار، مساء الأحد 28 شتنبر 2025، إلى جهة فاس-مكناس التي ستحتضن مواجهة استثنائية بين المغرب الفاسي (الماص) والنادي المكناسي (الكوديم)، في ديربي يتجاوز حدود المستطيل الأخضر ليحمل دلالات تاريخية واجتماعية وثقافية عميقة، ويعكس وحدة راسخة بين مدينتين ارتبط اسماهما بتاريخ المملكة.
تاريخ مشترك وهوية واحدة
فاس ومكناس ليستا مجرد مدينتين متجاورتين، بل عاصمتان تاريخيتان شكّلتا مراكز إشعاع سياسي وثقافي وحضاري للمغرب عبر القرون. ومن هنا، فإن المواجهة بين الماص والكوديم ليست لقاءً عادياً، بل هي امتداد لروابط تاريخية وجغرافية واجتماعية، تتحول معها المباراة إلى مهرجان كروي يجسد وحدة الانتماء للجهة وللوطن.
أرقام وإحصائيات
المعطيات التاريخية تؤكد أن هذا الديربي يبقى مثيراً على الدوام:
-
منذ 2006، التقى الفريقان في 11 مباراة رسمية.
-
المغرب الفاسي تفوق في 6 مواجهات، مقابل فوزين فقط للكوديم، بينما انتهت 3 مباريات بالتعادل.
-
سجل الماص 20 هدفاً، مقابل 12 هدفاً للكوديم.
-
أكبر انتصار للماص كان بثلاثية نظيفة، فيما أبرز فوز للكوديم تحقق بنتيجة 3-1.
-
في الموسم الحالي، يدخل الفريقان بأرقام دفاعية قوية، إذ لم تستقبل شباك أي منهما أهدافاً في الجولات السابقة، ما يوحي بمباراة مغلقة وحماسية.
الجماهير.. القلب النابض
الديربي يظل حدثاً جماهيرياً بامتياز. فأنصار الماص والكوديم يشتهرون بشغفهم الكبير وحضورهم القوي في المدرجات. ورغم حدة التنافس، رفعت جماهير الفريقين شعاراً موحِّداً هذا الموسم:
“كي فاس كي مكناس، الروح الرياضية هي الأساس… ديما خوت.”
شعار يلخص رسالة الجيل الجديد: التنافس ينتهي مع صافرة الحكم، لكن روابط الأخوة تبقى أقوى من كل نتيجة.
الرياضة كرافعة للتنمية
بعيداً عن النتيجة، يشكل ديربي فاس-مكناس فرصة للترويج للجهة كوجهة رياضية وسياحية. مع مشاريع كبرى في الطريق، مثل توسعة مطار فاس سايس، بناء ملعب جديد بمكناس، وتأهيل المركب الرياضي بفاس، يتحول هذا الموعد إلى منصة لإبراز الإمكانيات التنموية والطاقات الشبابية التي تزخر بها المنطقة.
في النهاية، قد يربح فريق ويخسر آخر، لكن الرابح الأكبر يظل هو الروح الرياضية التي تجمع بين أبناء فاس ومكناس. ديربي السايس ليس مجرد مباراة، بل موعد مع التاريخ والوحدة، ورسالة بأن الرياضة يمكن أن تكون جسراً للتنمية والأمل.









