‫الرئيسية‬ سياسة البوليساريو.. مرتزقة في خدمة إيران والأسد
سياسة - ‫‫‫‏‫21 ساعة مضت‬

البوليساريو.. مرتزقة في خدمة إيران والأسد

البوليساريو

لم يعد خافياً أن جبهة البوليساريو، التي تدّعي الدفاع عن “حق تقرير المصير”، قد تحوّلت إلى مجرد أداة مرتزقة في أيدي إيران ونظام بشار الأسد. تقرير حديث وصادم صادر عن منظمة DAWN (الديمقراطية للعالم العربي الآن)، أعدّته الصحفية والباحثة الهولندية رينا نيتجيس، كشف بالدليل القاطع تورّط عناصر من البوليساريو في الجرائم التي ارتُكبت على الأراضي السورية منذ سنوات.

أدلة دامغة على تورّط البوليساريو

التقرير، ثمرة تحقيق مطوّل اعتمد على مصادر محلية ودولية، لم يترك مجالاً للشك: عشرات من عناصر البوليساريو وصلوا إلى سوريا منذ عام 2012 بعد أن تلقوا تدريباً عسكرياً في سهل البقاع اللبناني على أيدي حزب الله، وبإشراف مباشر من إيران.

وثيقة مسرّبة من داخل المخابرات السورية – كشف عنها قسم العربية في دويتشه فيله – أكدت أن 120 عنصراً من البوليساريو جرى تنظيمهم في أربع كتائب ودمجهم داخل الجيش السوري. هؤلاء لم يشاركوا فقط في العمليات العسكرية إلى جانب قوات الأسد، بل قاتلوا جنباً إلى جنب مع الميليشيات الشيعية الأكثر دموية مثل الفاطميون والزينبيون.

الجزائر.. الشريك الخفي

التقرير لم يكتفِ بفضح البوليساريو، بل سلط الضوء على الدور المركزي للجزائر في هذه المؤامرة. فمنذ اندلاع الثورة السورية، وقفت الجزائر إلى جانب نظام الأسد، في تحدٍّ لإرادة الشعوب العربية وفي قطيعة مع الموقف المغربي الداعم للمعارضة السورية.

ولم تكتف الجزائر بالدعم السياسي، بل سهّلت فتح مكتب للبوليساريو في دمشق، وقدمت الدعم اللوجستي والغطاء الدبلوماسي لإرسال المرتزقة إلى سوريا. بل إن عسكريين جزائريين تم أسرهم إلى جانب مقاتلي البوليساريو في معارك حلب، وهو ما يثبت أن الجزائر لم تكن مجرد وسيط، بل طرفاً مباشراً في النزاع.

مرتزقة بلا قضية

هذا الانخراط العسكري لا يعكس سوى حقيقة واحدة: البوليساريو لم تكن يوماً “حركة تحرير”، بل ميليشيا مرتزقة تبحث عن ممول وساحة حرب جديدة. فمن ليبيا إلى الساحل، ومن سوريا إلى الصحراء، تسجّل الجبهة حضورها حيثما وُجدت الأموال الإيرانية أو الدعم الجزائري.

حتى محاولة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في فبراير 2025، للإفراج عن عناصر البوليساريو المحتجزين في السجون السورية، قوبلت بالرفض من الرئيس السوري أحمد الشرع. وهو ما يكشف أن هؤلاء المقاتلين تحوّلوا إلى عبء حتى على حلفائهم.

تداعيات خطيرة على العدالة الانتقالية

وجود مقاتلين أجانب مثل البوليساريو لا يعرقل فقط مسار العدالة الانتقالية في سوريا، بل يعمّق جراح هذا البلد المنكوب. فالجرائم التي ارتكبها هؤلاء المرتزقة ستجعل من الصعب محاسبة النظام وحده، إذ سيتعين على القضاء الدولي ملاحقة وكلائه أيضاً.

كما أن هذا التورط يعزز حجج المغرب الذي قطع علاقاته مع إيران منذ 2018 بسبب دعمها العسكري واللوجستي للبوليساريو عبر حزب الله والجزائر.

جبهة بلا شرعية

تقرير DAWN ينسف آخر أوراق التوت التي كانت تغطي عورة البوليساريو. فمن يدّعي النضال من أجل “الشعب الصحراوي” لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه أداة قمع وقتل في يد إيران والأسد. والجزائر، التي طالما روجت لنفسها كـ”وسيط نزيه”، باتت متورطة في أبشع الجرائم التي عرفتها المنطقة خلال العقد الأخير.

إن الحقيقة اليوم واضحة: البوليساريو مجرد مرتزقة، والجزائر حاضنة للإرهاب الإقليمي.

اترك تعليقاً