مجلس المنافسة يكشف عن اختلالات سوق المحروقات بالمغرب
كشف مجلس المنافسة المغربي، في تقرير حديث، عن مجموعة من المؤشرات التي تبرز الاختلالات البنيوية في سوق المحروقات، خاصة على مستوى الأسعار وهوامش الربح وهيمنة الفاعلين الكبار. التقرير، الذي يغطي أداء السوق خلال سنة 2024 والربع الأول من سنة 2025، يسلط الضوء على استمرار الفجوة بين الأسعار الدولية والمحلية، وضعف المنافسة في قطاع استراتيجي يشكل عبئًا مباشرًا على القدرة الشرائية للمواطنين.
ارتفاع في حجم الواردات وتراجع في القيمة
أفاد المجلس أن حجم واردات الغازوال والبنزين خلال الربع الأول من سنة 2025 بلغ حوالي 1.62 مليون طن، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 10٪ مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، فيما انخفضت قيمتها بنسبة 6.9٪ لتصل إلى نحو 12 مليار درهم. وعلى الرغم من هذا الانخفاض في الكلفة، فإن أسعار البيع في السوق المحلية لم تعكس هذا التراجع بالشكل المطلوب.
فجوة أسعار تثير الشكوك
أحد أبرز ما أشار إليه التقرير هو وجود فجوة واضحة بين الأسعار الدولية وأسعار البيع في السوق المغربية. فعلى سبيل المثال، بلغ متوسط السعر الدولي للغازوال 6.14 درهمًا للتر، في حين تم بيعه للمستهلكين بسعر تجاوز 10.02 دراهم للتر. كما تجاوز الفارق في سعر البنزين المحلي نظيره الدولي بأكثر من 6 دراهم للتر.
هيمنة الشركات الكبرى
رغم الحديث عن تحرير السوق، فإن المجلس أشار إلى أن تسع شركات فقط تهيمن على نحو 82٪ من حجم وقيمة الواردات. وتستحوذ هذه الشركات كذلك على 72٪ من محطات التوزيع البالغ عددها 3,534 محطة، مما يعكس ضعف المنافسة الحقيقية ويطرح تساؤلات حول آليات المراقبة والتقنين.