‫الرئيسية‬ تاريخ صهريج السواني… تحفة معمارية غامضة ومحفورة بالأساطير
تاريخ - فبراير 5, 2024

صهريج السواني… تحفة معمارية غامضة ومحفورة بالأساطير

صهريج السواني بمكناس

يجسد موقع صهريج السواني في مدينة مكناس تراثًا غنيًا يحمل في ثناياه العديد من الروايات الشعبية والأساطير، ويعود تاريخه إلى ثلاثة قرون مضت، ما يمنحه سحرًا خاصًا وطابعًا فريدًا.

يقع هذا الصهريج العريق، الذي شُيّد في عهد السلطان مولاي إسماعيل، بجوار حي بني محمد القديم وبالقرب من مخازن الحبوب الأثرية. يتميز الصهريج بطوله الذي يصل إلى نحو 300 متر، وعمقه الذي يزيد عن أربعة أمتار.

يتحدث صلاح حجي، الذي ينحدر من حي بني محمد الأصيل، عن الصهريج كمعلم تاريخي ارتبط في أذهان أهل مكناس بالعديد من الحكايات والألغاز. ترددت على مسامع السكان الكثير من الخرافات التي تحاول تفسير سبب إنشاء الصهريج وعمقه الغامض الذي يُشاع أنه لا نهاية له.

يتناقل سكان مكناس حكاية “عمق الصهريج اللامحدود” من جيل إلى جيل، وظلت هذه القصة حية في ذاكرتهم عبر السنين، معززة بحوادث الغرق التي وقعت في مياه الصهريج بين الحين والآخر، ما زاد من الهالة الأسطورية المحيطة به.

من جانبه، يسرد محمد، القاطن في حي توراكة، ذكرياته عن فترة الثمانينات والتسعينات، حين كان صهريج السواني يعتبر مزارًا لطلاب الجامعة ومتنفسًا لسكان المدينة. كان الصهريج يشكل نقطة انطلاق نحو مواقع أثرية مهمة مثل ساحة الهديم، باب منصور لعلج، ضريح مولاي إسماعيل، وساحة لالة عودة.

منذ عام 2019، يخضع صهريج السواني لأعمال تأهيل وتحسين ضمن برنامج لتجديد وإبراز قيمة المدينة القديمة. من المتوقع أن تُنجز أعمال الترميم قريبًا، خاصة وأن الصهريج يقع بالقرب من المكان الذي يستضيف المعرض الدولي للفلاحة، مما يزيد من أهميته وجاذبيته.