‫الرئيسية‬ سياسة حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه رسميًا بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح
سياسة - ‫‫‫‏‫دقيقة واحدة مضت‬

حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه رسميًا بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح

حزب العمال الكردستاني

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) حلّ نفسه رسميًا وإنهاء تمرده المسلح ضد الدولة التركية، منهياً بذلك نزاعًا دام أكثر من أربعة عقود وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتسبب في توترات إقليمية دائمة.

استسلام ثلاثة مسلحين من ميليشيات البوليساريو للقوات المسلحة الملكية بمنطقة أوم دريكة

دعوة أوجلان وتمهيد لحل الحزب

جاء هذا القرار المفصلي بعد دعوة صريحة وجهها زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان في فبراير الماضي، دعا فيها إلى التخلي عن السلاح والسعي نحو حل سلمي للقضية الكردية. تبع ذلك إعلان الحزب عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب في 1 مارس 2025، ما اعتُبر حينها تمهيدًا لتغييرات جذرية في توجهه.

مؤتمر الحزب في شمال العراق

عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمرًا عامًا في إقليم كردستان العراق بين 5 و7 ماي 2025، خرج فيه بقرار رسمي بحل التنظيم وإنهاء جميع أنشطته المسلحة، مؤكدًا نيته فتح صفحة جديدة في تاريخ الأكراد في تركيا والمنطقة عمومًا.

ردود فعل محلية ودولية

رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بقرار الحزب، معتبرة أنه “خطوة شجاعة نحو الاستقرار والأمن الإقليمي”. كما أبدت بعض الأحزاب الكردية في تركيا استعدادها للمشاركة في أي حوار سياسي مقبل.

وفي أنقرة، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاءً غير مسبوق مع ممثلين عن حزب “المساواة والديمقراطية” (DEM) المؤيد لحقوق الأكراد، لمناقشة تداعيات القرار وإمكانيات التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. ورغم أن الحكومة التركية لم تعلن حتى الآن عن خطوات ملموسة، فإن مصادر مطلعة وصفت المحادثات بأنها “بناءة وإيجابية”.

تحديات المرحلة القادمة

رغم الترحيب الواسع بالقرار، يرى مراقبون أن الطريق نحو السلام الدائم لا يزال طويلاً ومعقدًا، إذ سيتطلب:

  • ضمان حقوق الأكراد السياسية والثقافية ضمن الدولة التركية.

  • إعادة إدماج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية.

  • العمل على ترميم الثقة بين الحكومة التركية والمجتمع الكردي بعد عقود من الصراع والدماء.

يُعد إعلان حل حزب العمال الكردستاني تحولًا استراتيجيًا في مسار القضية الكردية في تركيا والمنطقة ككل، وقد يمثل فرصة نادرة لتحقيق سلام شامل وعادل إذا ما توفرت الإرادة السياسية الحقيقية من جميع الأطراف.

اترك تعليقاً