ارتفاع تاريخي لأسعار الذهب في أغسطس 2024 متجاوزًا 2500 دولار للأونصة
شهد شهر أغسطس 2024 ارتفاعًا تاريخيًا في أسعار الذهب، حيث تجاوزت الأونصة حاجز 2500 دولار لأول مرة في التاريخ. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر في الصعود ليصل إلى 2530 دولارًا للأونصة، ما يمثل زيادة بأكثر من 66% خلال الخمس سنوات الماضية. هذه القفزة تأتي في سياق ارتفاع سعر الذهب بنسبة تقارب 22% منذ بداية العام، مما يعكس عدة عوامل مؤثرة على أسواق المال العالمية.
الذهب: الملاذ الآمن في زمن الأزمات
يُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين. وفي العام الحالي، لعبت الأحداث الجيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات العالمية الأخرى دورًا رئيسيًا في تعزيز الطلب على الذهب. كما أسهمت هذه الأجواء القلقة في زيادة توجه المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا، مثل الذهب.
أحد المحللين الماليين يوضح أن “الصراعات الدولية تزيد من جاذبية الذهب كوسيلة لحماية رأس المال، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب في فترات الاضطراب”. في عام 2020، خلال فترة الإعلان عن الإغلاق العالمي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا كبيرًا متجاوزًا 2000 دولار للأونصة.
التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة تعزز الطلب على الذهب
إضافة إلى الظروف الجيوسياسية، تلعب التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة دورًا مهمًا في دفع أسعار الذهب إلى الأعلى. بعد دورة غير مسبوقة من التشديد النقدي التي بدأت في عام 2022، يتوقع السوق أن تخفف البنوك المركزية، خاصة الفيدرالية الأمريكية، من سياساتها. هذا التخفيف سيجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمارات الأخرى، مثل السندات، التي قد تصبح أقل ربحية.
ضعف الدولار وتزايد احتياطات البنوك المركزية من الذهب
من العوامل الأخرى التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب هو تراجع قيمة الدولار الأمريكي. ففي الوقت الذي كان الدولار يساوي 10.3 دراهم في أكتوبر 2023، أصبح اليوم يساوي 9.67 دراهم فقط. هذا الانخفاض في قيمة العملة الأمريكية جعل الذهب، الذي يتم تداوله بالدولار، أقل تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما زاد الطلب عليه.
إلى جانب ذلك، تزايدت مشتريات البنوك المركزية للذهب كوسيلة لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي. الصين وروسيا، على سبيل المثال، رفعتا من احتياطاتهما من الذهب، ما أدى إلى دعم إضافي لأسعار الذهب العالمية.
مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، من المتوقع أن يظل الذهب في مركز الاهتمام لدى المستثمرين. يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى استمرار هذا الاتجاه الصعودي وما إذا كانت العوامل الاقتصادية والجيوسياسية ستستمر في دعم هذا الارتفاع التاريخي في الأسعار.