موسم مولاي إدريس زرهون 2024: احتفال ديني وثقافي يحيي التراث المغربي

يُعتبر موسم مولاي إدريس زرهون أحد أبرز الاحتفالات الدينية والثقافية في المغرب. يقام هذا الموسم سنويًا في مدينة مولاي إدريس زرهون ويمتد على مدار أربعة أسابيع بدءًا من 23 أغسطس وحتى 27 سبتمبر، حيث يجذب الآلاف من الحجاج والزوار من مختلف أنحاء البلاد.

البرنامج والفعاليات

يتضمن برنامج موسم مولاي إدريس زرهون لعام 2024 مجموعة متنوعة من الفعاليات الدينية والثقافية، منها:

1. أمسيات دينية وثقافية:
   • يتم تنظيم أمسيات للمديح والسماع بمشاركة فرق صوفية مثل “عيساوة” و”حمادشة” و”أهل توات”، بالإضافة إلى فرق شعبية من مدن فاس، مكناس، سلا، الصويرة، تطوان، طنجة، وقلعة السراغنة.
   • إحياء أمسيات طرب الملحون بمشاركة مجموعات متميزة في هذا الفن التراثي.
2. الاحتفالات القبلية:
   • مواسم قبائل بني مطير الحاجب (6 سبتمبر)، عرب سايس (13 سبتمبر)، بني حسن (20 سبتمبر)، وزمور الخميسات تيفلت (27 سبتمبر). تعرض هذه القبائل ثقافتها وتراثها ومنتجاتها التقليدية في جو من الفرح والاحتفال.
3. الأنشطة الدينية والتعليمية:
   • تنظيم محاضرتين دينيّتين حول “منهج تلقي القرآن الكريم” و”مزايا ذكر الله”، بالإضافة إلى أيام ثقافية ومسابقات في تجويد القرآن الكريم.
   • تنظيم موكب للهدايا يُشارك فيه الزوار والحجاج تعبيرًا عن تقديرهم واحترامهم لمولاي إدريس الأكبر.

أهمية دينية وتاريخية

يشكل ضريح مولاي إدريس الأول، مؤسس الدولة الإدريسية وأول سلالة مسلمة في المغرب، محورًا رئيسيًا لهذا الاحتفال. يعتبر الضريح مكانًا مقدسًا يقصده الكثيرون للتبرك والحصول على البركات. تقع المدينة على ارتفاع 550 متر فوق مستوى سطح البحر، وتحيط بها السهول الخضراء وأشجار الزيتون التي تضيف لمسة من الجمال الطبيعي إلى جو الاحتفال.

الأثر الاقتصادي

يلعب موسم مولاي إدريس زرهون دورًا كبيرًا في إنعاش الاقتصاد المحلي للمدينة، حيث يجذب عددًا كبيرًا من الزوار والسياح الذين يساهمون في ازدهار التجارة المحلية من خلال شراء المنتجات التقليدية مثل زيت الزيتون الشهير، الحلوى، الإكسسوارات، البخور، وغيرها من الهدايا التذكارية.

يُعد موسم مولاي إدريس زرهون فرصة فريدة للاطلاع على التراث الثقافي والديني الغني للمغرب، ويعكس تلاحم الماضي بالحاضر في أجواء احتفالية تجمع بين الفرح والإيمان.