كيف يخطط المغرب لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية؟

يواصل المغرب تكثيف جهوده الدبلوماسية في الساحة الدولية بهدف تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، خطوة تندرج ضمن سياسته الاستراتيجية الرامية لتعزيز سيادته على الصحراء المغربية ومكافحة التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة. في هذا السياق، يهدف المغرب إلى إقناع المجتمع الدولي بأن البوليساريو ليس مجرد حركة انفصالية، بل يشكل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا، مرتبطًا بأنشطة إرهابية تهدد استقرار منطقة المغرب العربي برمتها.

اتهامات بالارتباط بالجماعات الإرهابية

يرتكز الموقف المغربي بشكل رئيسي على الاتهامات التي تربط جبهة البوليساريو بجماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل والصحراء. السلطات المغربية تتهم بعض عناصر البوليساريو بالانضمام إلى تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة في المغرب الإسلامي” و”الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”. أحد أبرز الأمثلة التي يُستند إليها هو عبد الوليد الصحراوي، العضو السابق في البوليساريو، الذي أصبح قائدًا لتنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS)، وهو ما يعزز الفكرة بأن البوليساريو قد دخل في تحالفات مع جماعات متطرفة تهدد أمن المنطقة.

كما سلطت أجهزة الاستخبارات المغربية الضوء على تدريبات عسكرية تُجرى في مخيمات البوليساريو، والتي تشبه أساليب الجماعات الإرهابية في المنطقة. هذه الادعاءات تدعم فكرة أن نشاط البوليساريو قد تحول من مجرد حركة انفصالية إلى فاعل رئيسي في نشر الاضطرابات في المنطقة، مدعومًا من جماعات إرهابية.

المبادرات الدبلوماسية والتشريعية

اتخذ المغرب العديد من المبادرات الدبلوماسية في محاولة لتوحيد المجتمع الدولي حول ضرورة تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية. في القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت في مارس 2025، نجح المغرب في دفع الاتحاد إلى تبني موقف يطالب بتحديد قائمة لرؤساء الجماعات المسلحة المتورطين في الأعمال الإرهابية ضد اللاجئين والنازحين داخليًا، وهو ما يفتح المجال لتضمين جبهة البوليساريو في هذه القائمة.

على الصعيد الأمريكي، قدم النائب جو ويلسون مشروع قانون في 2018 يدين التعاون بين البوليساريو وحزب الله، محذرًا من أن هذه الروابط تزيد من تعقيد الأمن في المنطقة. وفي أبريل 2025، عقد ويلسون اجتماعًا مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، حيث جدد دعمه الكامل للمغرب في سعيه لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية. وفي هذا السياق، أشاد ويلسون بتأكيدات الإدارة الأمريكية على سيادة المغرب على الصحراء المغربية.

المغرب في مواجهة الإرهاب

يواصل المغرب جهوده لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، حيث تلعب المملكة دورًا محوريًا في التحالف الدولي ضد داعش. المملكة المغربية تسهم بشكل فعال في جمع المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الشبكات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. كما يعكف المغرب على ملاحقة الأنشطة الإرهابية بالقرب من الصحراء المغربية، حيث تنشط بعض الجماعات التي تربطها علاقات غير مباشرة مع البوليساريو.

من جانب آخر، رصدت السلطات المغربية في أكتوبر 2023 هجومًا إرهابيًا في مدينة السمارة، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وهو الهجوم الذي تبنته جبهة البوليساريو. هذا الهجوم يبرز، في نظر السلطات المغربية، ارتباط البوليساريو بالأنشطة الإرهابية العنيفة.

الدعم الدولي والتوجهات المستقبلية

يسعى المغرب إلى حشد الدعم الدولي لقضيته، حيث تعتبر الولايات المتحدة حليفًا استراتيجيًا في هذا المسعى. فقد أيدت واشنطن بشكل متكرر سيادة المغرب على الصحراء المغربية، وعبرت عن دعمها لجهود المملكة في محاربة الإرهاب. كما قدم أعضاء في الكونغرس الأمريكي، مثل جو ويلسون، مشاريع قوانين تهدف إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، مما يعكس توجهًا قويًا في الولايات المتحدة لدعم مواقف المغرب على الساحة الدولية.

المغرب يواصل تأكيد موقفه الثابت في الدفاع عن سيادته على الصحراء المغربية، مشددًا على أن الحل الوحيد للصراع هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. في الوقت نفسه، تسعى المملكة إلى تعزيز استقرار المنطقة وحمايتها من التهديدات الأمنية التي يمثلها البوليساريو.