‫الرئيسية‬ سياسة كل احتجاج جزائري يتحول إلى “مؤامرة مغربية”.. GenZ213 مثال جديد
سياسة - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

كل احتجاج جزائري يتحول إلى “مؤامرة مغربية”.. GenZ213 مثال جديد

حركة GenZ213

أضحت حركة GenZ213، التي أعلنت عن مظاهراتها المقررة في الجزائر يوم 3 أكتوبر 2025 للتعبير عن سخط الشباب على البطالة وضعف الفرص التعليمية وتدهور الخدمات الاجتماعية، أحدث ذريعة للسلطات الجزائرية لتوجيه أصابع الاتهام نحو المغرب. ووفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية (APS)، يُزعم أن هذه التحركات مدبرة من الرباط في محاولة «لتقويض استقرار الجزائر».

لكن هذه ليست الحادثة الأولى؛ فالجزائر اعتادت، كلما واجهت مشكلة داخلية، أن تلجأ إلى نظريات المؤامرة والاتهامات الموجهة للمغرب. فسواء تعلق الأمر بالمظاهرات، أو المطالب الاجتماعية، أو حتى الأزمات الاقتصادية والأمنية، يصبح المغرب كبش فداء، في حين تُغفل السلطات جذور المشكلات الحقيقية التي يعانيها المواطن الجزائري.

هذه الاستراتيجية لا تُضعف فقط مصداقية الشباب المحتج، بل تحرف مطالبهم المشروعة إلى «مؤامرة خارجية». فبدلاً من معالجة أسباب الغضب الاجتماعي، تختلق السلطات سيناريوهات وهمية عن تدخّل خارجي، لتشتيت الانتباه عن إخفاقاتها الداخلية.

المغرب، من جهته، ينفي أي تدخل، معتبرًا هذه الاتهامات محاولة مبتذلة لتشتيت الرأي العام الجزائري. ويشير محللون إلى أن هوس الجزائر بنظريات المؤامرة أصبح نمطًا متكرراً، يغذي الانقسامات ويشوه الحقيقة، ويحول انتباه المواطنين عن القضايا الفعلية التي تهمهم.

في الواقع، GenZ213 ليس مشروعًا خارجيًا، بل انعكاس حقيقي لرغبة الشباب الجزائري في المطالبة بحقوقه وإصلاح واقعه الاجتماعي. أما المشكلة الحقيقية، فهي العجز المستمر للسلطات الجزائرية عن مواجهة تحدياتها الداخلية، واختيارها الطريق الأسهل عبر اللوم الخارجي وإلصاق التهم بالمغرب. وكل مرة يُرفع فيها صوت مشروع، تُشغّل آلة المؤامرات الجزائرية، محوّلة قضية اجتماعية مشروعة إلى صراع سياسي وهمي، لتظل المشاكل الحقيقية دون حل.

اترك تعليقاً