صهريج السواني: تحفة معمارية ومورد حيوي لمدينة مكناس الإسماعلية
في قلب المدينة الإسماعلية مكناس، يقبع صهريج السواني، وهو شاهد على عبقرية السلطان مولاي إسماعيل في الهندسة المائية. تم بناء هذا الصهريج في نهاية القرن السابع عشر كجزء من مشروع ضخم لتأمين مكناس وجعلها قلعة محصنة ضد الأزمات المحتملة مثل الحصار أو القحط.
تاريخ صهريج السواني
نشأة الصهريج
يرجع تاريخ بناء صهريج السواني إلى فترة حكم السلطان مولاي إسماعيل (1672-1727م). تم تشييده على بعد مسافة 500 متر من قصر السلطان، مما يظهر الأهمية الاستراتيجية للموقع.
الغاية من البناء
كان الهدف الرئيسي من صهريج السواني هو توفير مصدر مستقر للماء الصالح للشرب لسكان مدينة مكناس. بالإضافة إلى ذلك، كان الصهريج يعمل كوسيلة للتحصين في حالات الطوارئ، لضمان استمرارية الحياة خلال الأزمات.
الهندسة المعمارية لصهريج السواني
التصميم والأبعاد
يمتد الصهريج لمسافة 300 متر وعرضه أكثر من 5 أمتار، ما يجعله واحدًا من أكبر الصهاريج في المغرب. تم تصميمه ليكون فعالاً في تخزين وتوزيع المياه للعديد من المرافق الحضرية بما في ذلك المساجد والحمامات والمنازل.
الهري السواني
مجاور للصهريج، يقع الهري السواني، وهو مخزن للحبوب يبلغ طوله 180 متراً وعرضه 69 متراً. كان هذا المبنى جزءًا من نظام الدعم اللوجستي لضمان الأمن الغذائي للمدينة إلى جانب الأمن المائي.
أهمية صهريج السواني
دور الصهريج في الحياة اليومية
لم يكن صهريج السواني مجرد تجمع مائي، بل كان عنصراً حيوياً في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمكناس. كان يزود المدينة بالمياه الضرورية لجميع أشكال الحياة اليومية.
الصهريج كمعلم تاريخي
اليوم، يُعتبر صهريج السواني واحدًا من المعالم التاريخية البارزة في مكناس. يجذب هذا الصهريج السياح من جميع أنحاء العالم، كما يعتبر مثالًا رائعًا للهندسة المعمارية الإسلامية في العالم.
الحفاظ على صهريج السواني
جهود الحفاظ
تُبذل جهود متواصلة للحفاظ على هذا الصهريج كجزء من التراث الثقافي والتاريخي لمكناس. الحفاظ على صهريج السواني يعد تحديًا يتطلب التعاون بين المؤسسات الثقافية والسلطات المحلية.
صهريج السواني ليس مجرد مكان لتخزين الماء؛ بل هو رمز للبصيرة السياسية والهندسية للسلطان مولاي إسماعيل. يظل الصهريج شاهدًا على ذكاء وحكمة حكام الماضي الذين شيدوا البنى التحتية ليس فقط للبقاء، بل لازدهار مدينة بأكملها.