سعر الفضة يواصل ارتفاعه ويبلغ مستويات قياسية في الأسواق العالمية
يشهد سعر الفضة العالمي ارتفاعاً غير مسبوق هذا العام، مدفوعاً بعوامل اقتصادية وصناعية متشابكة جعلت المعدن الأبيض أحد أبرز الأصول أداءً في الأسواق المالية العالمية.
قفزة تتجاوز 70 % خلال عام واحد
وفقاً لبيانات صادرة عن موقع Trading Economics، بلغ سعر الأونصة الواحدة من الفضة حوالي 52.3 دولاراً أمريكياً منتصف أكتوبر 2025، مسجلاً زيادة تقارب 54 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي بعض الأسواق، ولا سيما في لندن، وصلت الأسعار الفورية إلى مستويات قياسية نتيجة نقص المعروض وتزايد الطلب من المستثمرين والمؤسسات الصناعية.
أسباب الارتفاع: مزيج من الندرة والتوسع الصناعي
يعود هذا الصعود بالأساس إلى عجز في الإمدادات العالمية مقابل ارتفاع حاد في الطلب الصناعي، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية، والإلكترونيات الدقيقة، وصناعة السيارات الكهربائية.
ووفقاً لتقرير صادر عن Silver Institute، فإن سوق الفضة يعاني منذ ثلاث سنوات من اختلال هيكلي بين العرض والطلب، ما جعل الأسعار أكثر حساسية لأي اضطرابات في الإنتاج أو النقل.
كما ساهمت السياسات النقدية التوسعية في عدة دول كبرى في دعم المعدن الأبيض. فمع تراجع أسعار الفائدة وارتفاع المخاوف من التضخم، اتجه العديد من المستثمرين نحو المعادن الثمينة كملاذ آمن، ما عزز الطلب على الفضة إلى جانب الذهب.
أسواق متوترة ونقص في المخزون
ذكرت وكالة Reuters أن كميات محدودة من الفضة المتاحة في الأسواق الغربية دفعت بعض المؤسسات إلى استيراد شحنات إضافية من الولايات المتحدة والصين لتخفيف الضغط في سوق لندن، حيث ارتفعت الأسعار الفورية فوق العقود الآجلة لأول مرة منذ أكثر من عقد.
توقعات: استمرار الزخم مع احتمال حدوث تصحيحات
يُجمع محللون ماليون على أن الاتجاه العام لا يزال صعودياً، مع توقعات بأن تتراوح أسعار الأونصة بين 55 و 60 دولاراً بحلول منتصف 2026، في حال استمر الطلب الصناعي القوي واستقرت سياسات الفيدرالي الأمريكي.
غير أن بعض الخبراء يحذرون من احتمال حدوث تصحيحات قصيرة الأمد إذا ما تباطأ النمو الاقتصادي العالمي أو ارتفع الدولار الأمريكي مجدداً.
انعكاسات على السوق المغربي
في المغرب، يتأثر سعر الفضة المحلي بشكل مباشر بتقلبات الأسعار العالمية وبسعر صرف الدولار أمام الدرهم.
ويبلغ حالياً متوسط سعر الغرام من الفضة النقية (عيار 999) نحو 15.3 درهماً مغربياً، بينما تُقدّر قيمة الأونصة بحوالي 475 درهماً، مع اتجاه تصاعدي مستمر منذ بداية السنة.
وبالنسبة للقطاع الحرفي وصناعة المجوهرات، يُتوقع أن ينعكس هذا الارتفاع على أسعار البيع بالتجزئة في الأشهر المقبلة، خاصة إذا استمر الطلب المحلي القوي على الفضة في فترات الأعراس والمواسم التجارية.
رغم أن الفضة لا تزال أكثر تقلباً من الذهب، إلا أن ديناميكيات السوق الحالية تشير إلى مرحلة توسع جديدة لهذا المعدن. ومع استمرار التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، يبدو أن الفضة مرشحة للاحتفاظ ببريقها في 2025 وما بعدها.