‫الرئيسية‬ تاريخ سجن قارا: أسطورة تاريخية تحت الأرض
تاريخ - يوليو 29, 2024

سجن قارا: أسطورة تاريخية تحت الأرض

سجن قارا

في قلب مدينة مكناس العريقة، يقع سجن قارا الذي يُعتبر واحدًا من أكثر المعالم التاريخية غموضًا وإثارة في المغرب. يمتزج الواقع بالأسطورة في هذا السجن، حيث تتعدد الروايات حول أصله واستخداماته.

تاريخ السجن وبناؤه

تعود جذور سجن قارا إلى أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، عندما أمر السلطان مولاي إسماعيل ببنائه. الغاية من إنشاء هذا السجن كانت واضحة: إقامة مكان مخيف لاحتجاز الأسرى والمعارضين، بحيث يخاف الناس حتى من ذكر اسمه.

تصميم معقد ومثير للرعب

سجن قارا يتميز بتصميمه الفريد والمخيف. يتكون من ثلاث قاعات رئيسية تمتد تحت الأرض. القاعة الأولى مظلمة، تعتمد على ثقوب في السقف للإضاءة، في حين يتم الوصول إلى القاعة الثانية عبر نفق في الجدار الشرقي. القاعة الثالثة هي مجموعة من الأروقة الواسعة المدعومة بأقواس ضخمة، مما يجعل التصميم أشبه بمتاهة لا نهاية لها.

الغموض والأساطير

تكثر الأساطير حول سجن قارا، حيث يُقال إنه بلا أبواب، وأن الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. كما يُشاع أن طاقته الاستيعابية تصل إلى عشرات الآلاف من السجناء، مما يضيف إلى رهبة المكان وغموضه. الاسم نفسه محاط بالغموض، إذ يعتقد البعض أنه نسبة لرجل أصلع كان يعمل كسجان هناك، بينما تشير تفسيرات أخرى إلى أحد السجناء البرتغاليين الذين ساهموا في بناء السجن.

من مخزن إلى سجن

لم يكن سجن قارا يُستخدم دائمًا كمكان للاحتجاز، بل استُعمل في أوقات كثيرة كمخزن لتخزين الحبوب والمواد الغذائية. هذا التغير في الاستخدام يعكس طبيعة المبنى المتعددة الوظائف على مر العصور.

مزار سياحي اليوم

اليوم، يُعد سجن قارا مزارًا سياحيًا يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. يزور حوالي 95% من زوار مدينة مكناس هذا السجن لاكتشاف أسراره والغموض الذي يحيط به. يتجول الزوار في القاعات المظلمة والأروقة المتشابكة، مما يثير في نفوسهم مزيجًا من الرهبة والدهشة.

سجن قارا ليس مجرد مبنى تاريخي، بل هو جزء من تاريخ مدينة مكناس والمغرب. يظل هذا السجن شاهدًا على حقبة تاريخية غنية بالأحداث والأساطير، مما يجعله وجهة لا بد من زيارتها لكل من يرغب في استكشاف تاريخ المغرب العريق.