ريما حسن: من أيقونة مقربة من الجزائر إلى هدف لانتقاداتها

انتقلت ريما حسن، النائبة الأوروبية (حزب فرنسا الأبية – LFI) ذات الأصول الفلسطينية، خلال أسابيع قليلة من كونها حليفة للخطاب الجزائري إلى أن تصبح هدفًا مباشرًا لانتقادات الإعلام القريب من النظام. السبب يعود إلى تصريحها بتاريخ 24 أغسطس 2025 حين قالت: «يجب فعلاً التوقف عن مقارنة فلسطين بقضية الصحراء». هذا الموقف شكّل قطيعة مع خطاب الجزائر الرسمي الذي دأب منذ عقود على ربط القضيتين في إطار واحد.

تقرير صادم عن أوضاع مخيمات تندوف

زاد من حدة الجدل نشر المرصد الخاص بمخيمات اللاجئين، الذي أسسته ريما حسن سنة 2019، لتقرير ينتقد بشدة وضعية اللاجئين الصحراويين في تندوف.

• تفويض جزائري كامل للبوليساريو: الجزائر تخلّت رسميًا عن مسؤولياتها لصالح جبهة البوليساريو في مجالات الإدارة، القضاء، الأمن والسياسة.

• ظروف معيشية قاسية: حرارة صيفية تتجاوز 50°، برد قارس في الشتاء، فيضانات مدمرة، وعواصف رملية.

• اعتماد مطلق على المساعدات الإنسانية: غذاء محدود يوزّع عبر البوليساريو بتمويل من برنامج الأغذية العالمي (PAM) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (HCR)، مع استمرار معدلات سوء التغذية وفقر الدم حسب تقارير اليونيسف.

• بنية تحتية هشة: ندرة الكهرباء، احتراق النفايات في العراء، بيوت طينية ضعيفة أمام العواصف، وإمدادات مياه غير آمنة عبر شاحنات صهريجية.

• خدمات صحية وتعليمية محدودة: مستوصفات فقط، مستشفى وحيد في الرابوني للحالات الخطيرة، لا وجود لجامعات محلية، والطلاب يضطرون لمتابعة دراستهم في الجزائر أو الخارج.

• انتهاكات حقوق الإنسان: محاكمات مدنيين أمام محاكم عسكرية (2013)، اعتقالات تعسفية، تعذيب، تقييد حرية التعبير، وقضية مصطفى ولد سلمة تبقى مثالًا بارزًا. كما يشير التقرير إلى استمرار ممارسات شبيهة بالعبودية رغم حظرها رسميًا سنة 2010.

التقرير يخلص إلى أن غياب الإشراف الجزائري وترك كامل السلطة للبوليساريو خلقا فراغًا قانونيًا، وجعل سكان المخيمات رهائن للمساعدات الدولية في ظل انتهاكات متكررة.

التحول السياسي لريما حسن

توقيت نشر التقرير جاء متزامنًا مع تغيير واضح في خطاب ريما حسن:

• الاعتراف بـ الاستثمارات المغربية الكبرى في الأقاليم الجنوبية.

• التذكير بـ الروابط التاريخية للقبائل الصحراوية مع المغرب.

• التقارب مع خطاب جان لوك ميلونشون الذي يعترف بتعقيد ملف الصحراء ويدعو إلى مقاربة أكثر واقعية.

ردة فعل الجزائر: من الاحتفاء إلى التخوين

هذا التحول اعتبرته الجزائر طعنة سياسية، خصوصًا بعد أن كانت ريما حسن تحظى بدعم قوي من الجالية الجزائرية وبعض الأوساط الإعلامية. واليوم، صارت تُتهم بـ«الخيانة» في الصحافة الرسمية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام. بالنسبة للجزائر، هي لم تكتفِ بانتقاد وضعية المخيمات، بل كسرت أيضًا الخطاب التقليدي الذي يربط فلسطين بالصحراء.