رحيل الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة: المسرح المغربي يفقد إحدى أيقوناته
في صباح حزين هزّ الوسط الفني المغربي، فارقت الحياة اليوم الأربعاء 28 ماي 2025، الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة، عن سن يناهز 77 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود، بصمت خلالها الساحة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية بإبداعها وتألقها.
حلا الترك تحتفل بتخرجها في تصميم الأزياء بحضور والدها محمد الترك
بداية مبكرة ومسار فني استثنائي
وُلدت الراحلة في مدينة الدار البيضاء سنة 1948، وبدأت مسيرتها الفنية وهي في سن الثانية عشرة، حين اعتلت خشبة المسرح رفقة فرقة أحمد القدميري، مجسدة دور ابنة الفنان الراحل بوشعيب البيضاوي. وقد شكّلت هذه التجربة بداية علاقة عميقة مع الفن، حيث تعرّفت على كبار رجالات المسرح، من بينهم عبد السلام حنات، ما رسّخ شغفها بالمجال.
بعد وفاة بوشعيب البيضاوي، لم تتردد نعيمة بوحمالة في مواصلة حمل المشعل، لتُثبت، بموهبتها وصوتها المميز، أنها جديرة بالثقة التي وضعها فيها الجمهور المغربي.
حضور بارز على الشاشة
إلى جانب المسرح، تألقت الراحلة في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي رسخت اسمها في الذاكرة الجماعية. من بين أبرز مشاركاتها الفنية: الفيلم “In Casablanca, Angels Don’t Fly”، والسلسلة الكوميدية “حديدان” التي لقيت نجاحًا واسعًا، إلى جانب أعمال مثل “حدا و كريمو” (2024)، و”Wlad Laam” (2021)، و”Inkissar” (2006).
أسلوب فني مميز ووفاء للمسرح
عرفت نعيمة بوحمالة بأسلوبها المرح والعفوي وصوتها القوي الذي ميّز أداءها فوق الخشبة، ما جعلها محط إعجاب وتقدير واسعَين من قِبل الجمهور المغربي. لم تكن ممثلة فقط، بل كانت حاملة لرسالة فنية وثقافية التزمت بها حتى آخر لحظة من حياتها.
موجة حزن ورسائل وداع
أثار خبر وفاتها موجة من الحزن والأسى، حيث نعَتها الفنانة والمخرجة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي، بكلمات مؤثرة نشرتها على حسابها بموقع فايسبوك، قائلة:
“رحم الله الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة .. رحمك الله يا العزيزة … تعازي الحارة لعائلتك ومحبيك.”
كما كتب الفنان والمخرج ادريس الروخ تدوينة جاء فيها:
“رحم الله الفنانة نعيمة بوحمالة، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أدخلها فسيح جناتك يا رب العالمين.”
إرث خالد
برحيل نعيمة بوحمالة، يفقد المغرب فنانة من طينة الكبار، امرأة كرّست حياتها للفن والإبداع، وظلّت وفية لجمهورها ولقيم المسرح الأصيل. لكن ذكراها ستبقى خالدة في قلوب عشاق الفن، وستظل أعمالها شاهدة على حقبة ذهبية من تاريخ المسرح المغربي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.