‫الرئيسية‬ مجتمع حملة لتحرير الملك العمومي بحي البرج بمكناس تثير ارتياح الساكنة
مجتمع - ‫‫‫‏‫ساعة واحدة مضت‬

حملة لتحرير الملك العمومي بحي البرج بمكناس تثير ارتياح الساكنة

حي البرج بمكناس

تشهد منطقة البرج بمدينة مكناس منذ أكثر من عشرة أيام حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، تقودها السلطات المحلية وتستهدف أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والأكشاك والباعة الجائلين الذين استغلوا الأرصفة والساحات لعقود طويلة.

وتهدف هذه الحملة إلى استرجاع الفضاءات العمومية التي كانت محتلة، وعلى رأسها “السويقة” التي ظلت تحت السيطرة غير القانونية لأزيد من ثلاثين سنة، وضمان حق المواطنين في استعمال الأرصفة والممرات العمومية بشكل طبيعي.

تفكيك سوق عشوائي عمره أكثر من أربعين عامًا

وقد امتدت الحملة إلى منطقة برج مولاي عمر، حيث نجحت السلطات في تفكيك سوق عشوائي ظل قائمًا لأكثر من أربعين سنة، بعدما فشلت كل المحاولات السابقة. هذا السوق، الذي كان يتمدد بشكل غير منظم، تسبب في اختناق المسالك الطرقية وأدى إلى توقيف بعض خطوط النقل الحضري التي كانت تمر من قلب المنطقة.

تصريح فاعل جمعوي

وفي تصريح لـ”إعلام تيفي”، ثمّن هشام خشان، الفاعل الجمعوي بجماعة مكناس، هذه الخطوة، مؤكدًا أن الحملة جاءت نتيجة شكاوى السكان وضغوطات المجتمع المدني. وأضاف أن لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية رصدت خروقات كبيرة على مستوى جماعة مكناس، خصوصًا في منطقة البرج، ما دفع عامل الإقليم إلى مراسلة رئيس الجماعة بضرورة معالجة هذه الاختلالات بشكل عاجل.

واعتبر خشان أن القائدة لبنى حققت ما عجز عنه مسؤولون سابقون لسنوات طويلة، إذ نجحت في تحرير الشوارع والأرصفة من الفوضى وإعادة النظام والجمالية للمنطقة.

اختلالات الأسواق النموذجية

وأشار المتحدث إلى أن السوق العشوائي ما كان ليستفحل لولا الاختلالات التي طالت الأسواق النموذجية التي أُنشئت خصيصًا لاستيعاب الباعة. إذ تم تفويت عدد من المحلات بطرق مشبوهة، ما رفع أسعار الكراء إلى مستويات غير مقبولة، بينما لجأ بعض المستفيدين إلى بيع محلاتهم والعودة مجددًا إلى العشوائية. هذا الوضع ساهم في تضخم “الورم” الذي عجزت المؤسسات المحلية عن معالجته لسنوات، بسبب تواطؤ بعض المسؤولين وتسييس الملف في كل مناسبة.

مخاوف وحلول بديلة

وبعد تحرير الملك العمومي، انتقل الباعة مؤقتًا إلى إحدى الحدائق بالمنطقة، في انتظار إيجاد حل دائم، غير أن السكان أبدوا مخاوفهم من أن يتحول هذا الحل المؤقت إلى سوق جديد يعيد إنتاج العشوائية السابقة.

وفي اجتماع تشاركي مع الباشا، تم الاتفاق على استغلال الساحة بشكل منظم وفق دفتر تحملات، يحدد أوقات الإخلاء ويضمن نظافة المكان بعد الرابعة مساءً، ليبقى الفضاء متاحًا للأطفال والسكان في المساء، على غرار تجارب دولية ناجحة.

نحو تنظيم مستدام

الأمور اليوم تتجه نحو التنظيم، وفق ما أكده خشان، مشددًا على أن السلطة ملتزمة بتدقيق اللوائح لضمان استفادة مستحقة ومنع أي تلاعبات، بينما يبقى نجاح هذا الحل رهينًا بتعاون الباعة أنفسهم والتزامهم بالقواعد المتفق عليها.

اترك تعليقاً