حكيمي بين «الاستثناء» و«السابقة»… ما حظوظه الواقعية للفوز بالكرة الذهبية؟
يدخل أشرف حكيمي سباق «الكرة الذهبية» هذا العام بملفّ غير نمطي لمدافع: أرقام هجومية لافتة، أدوار حاسمة في المواعيد الكبرى، وألقاب جماعية تمنح قصته زخمًا استثنائيًا. ومع اقتراب ساعة الحسم، يطفو سؤال مركزي: هل يكسر ظهيرٌ أيمن قاعدة غير مكتوبة تميل تاريخيًا نحو المهاجمين وصنّاع اللعب؟
مقدّمة السباق
ترتكز بطاقة كل مرشّح على ثلاث ركائز: الأثر الفردي في المباريات الكبرى، الحصيلة الجماعية من ألقاب، والاستمرارية والانضباط. في هذا الإطار، يقدّم حكيمي حجة قوية: لاعبٌ دفاعيٌّ بمخرجات هجومية، يحسم لحظات موسمية فارقة، ويؤدي أدوارًا قيادية داخل منظومة فريقه.
موسم «الظهير المُهاجِم»
تحوّل حكيمي من مجرد ظهير تقليدي إلى «سلاح تكتيكي»:
-
حضور مستمر في الثلث الأخير مع صناعة فرص ومساهمات تهديفية فوق معدّل مركزه.
-
تأثير مباشر في القمم والمباريات الإقصائية، حيث تُصنع الانطباعات لدى المصوّتين.
-
توازن بين الاندفاع الهجومي والواجبات الدفاعية، مع قراءة سريعة للتحولات وإغلاق المساحات خلفه.
لماذا ترتفع أسهمه؟
-
ازدواجية الدور: يقدم إضافة هجومية من موقع دفاعي دون كلفة عالية على منظومته، ما يخلق تفوّقًا عدديًا مستمرًا ويبدّل شكل المباراة.
-
وزن الألقاب: الانتماء إلى فريق متوَّج قارّيًا ومحليًا يمنح ملفه شرعية إضافية في بطاقات التصويت.
-
سردية جاذبة: اقتراب لاعب عربي/إفريقي، ومن مركز دفاعي، من الجائزة يضفي بعدًا رمزيًا لا يتكرر كثيرًا، ويجعل قصته سهلة التبنّي إعلاميًا.
العتبات التاريخية
رغم الزخم، يواجه حكيمي «سقفًا زجاجيًا» معروفًا: نادرًا ما تُنصف الجائزة المدافعين. تميل الأصوات، عند التردد، إلى لغة الأهداف واللمسات الأخيرة. كما أن وفرة المرشحين الهجوميّين—داخل ناديه وخارجه—تشتت الانتباه وتقسّم الأصوات.
مفاتيح الحسم في الأمتار الأخيرة
-
تكبير اللقطات الحاسمة: ما يبقى في ذاكرة المصوّتين هو ما يحدث في الليالي الفاصلة؛ كل مساهمة مباشرة هناك تساوي أسابيع من العمل اليومي.
-
الانضباط والصورة الذهنية: البعد عن الجدل التحكيمي والسلوكي يثبّت سردية «الاحتراف والقيادة».
-
الاستدامة حتى لحظة التصويت: الحفاظ على النسق نفسه يمنع تبدّد التعاطف المكتسب.
سيناريوهات النتيجة
-
الفوز: إذا غُلّبت قيمة «الأثر الحاسم» في البطولات الكبرى على لغة الأرقام الجافة للأهداف، ومع تشتّت أصوات المهاجمين.
-
المنصّة (الوصافة أو الثالث): احتمال قوي في حال رجحت الحصيلة التهديفية لمنافسين مباشرين.
-
مركز متقدّم دون منصّة: وارد إذا عاد المزاج العام إلى «الانحياز التاريخي» للخط الأمامي.