حريق شفشاون: جهود مكثفة للسيطرة على النيران وحماية السكان والطبيعة

شهد إقليم شفشاون، منذ صباح الثلاثاء 12 غشت 2025، اندلاع حريق غابوي ضخم في منطقة الدردارة، سرعان ما امتد إلى مناطق مجاورة بفعل موجة الحرارة المفرطة التي تجاوزت 44 درجة مئوية، وهبوب رياح “الشرقي” الجافة، مما ساعد على انتشار النيران بسرعة كبيرة.

المغرب: تأجيل الدخول المدرسي إلى 21 شتنبر 2025 لأسباب مناخية ولوجستية

انتشار الحريق وتعدد البؤر

الحريق بدأ في غابة الدردارة قبل أن تتسع رقعته ليطال مناطق بين باب تازة وبندر انخا، حيث اندلعت حرائق فرعية أتت على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، وتسببت في نفوق العشرات من رؤوس الأغنام، إضافة إلى أضرار في المزارع والبساتين.

تدخل بري وجوي لإخماد النيران

باشرت فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية، بدعم من القوات المسلحة الملكية، عمليات إخماد مكثفة. وقد شاركت في الجهود الجوية ثلاث طائرات من نوع “كنادير” المتخصصة في مكافحة الحرائق، نفذت طلعات متكررة لإسقاط كميات كبيرة من المياه على البؤر المشتعلة.
ووفق تصريحات المدير الجهوي للمياه والغابات، فقد تم تطويق أربع بؤر رئيسية، بينما تتواصل الجهود للسيطرة على بؤرة واحدة ما تزال نشطة.

إصابات وخسائر مادية

أسفرت الحرائق عن إصابة عنصرين من رجال الوقاية المدنية، أحدهما أصيب في الوجه، والآخر تعرض لكسور في الساق، وقد تم نقلهما إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج. كما أدت النيران إلى قطع بعض الطرق الحيوية، ما عرقل حركة المرور في المناطق الجبلية المتضررة.

إجراءات أمنية وقضائية

أعلنت السلطات توقيف مشتبه فيه يُعتقد تورطه في إشعال أحد الحرائق، فيما فُتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، خاصة مع تزامن الحرائق في أقاليم أخرى مجاورة مثل تطوان.

تعبئة شاملة ومطالب بالحماية البيئية

تعيش المنطقة حالة استنفار قصوى، حيث يواصل رجال الإطفاء والمتطوعون من سكان القرى المشاركة في عمليات الإخماد والوقاية، وسط مطالب من الجمعيات البيئية بضرورة وضع خطة عاجلة لإعادة تشجير الغابات المتضررة، وتعزيز وسائل المراقبة المبكرة للحد من تكرار مثل هذه الكوارث.