جدل في مكناس حول مشروع ملعب قرب بساحة لالة عودة التاريخية
تعيش مدينة مكناس على وقع جدل متصاعد بخصوص مشروع بناء ملعب للقرب بساحة لالة عودة، إحدى أهم الساحات التاريخية بالعاصمة الإسماعيلية، وذلك بعدما عبرت فعاليات مدنية عن رفضها لهذا المشروع، معتبرةً أنه يشكل تهديداً مباشراً للمعالم الأثرية التي تحيط بالمكان.
مبررات الرفض: القانون والتراث
وترتكز أصوات المعارضة على الظهير الشريف رقم 1.80.341، الذي ينص صراحة على منع أي بناء على مسافة تقل عن 250 متراً من الأسوار التاريخية، وهو ما يجعل المشروع المزمع تنفيذه في وضعية مخالفة للنص القانوني. كما ترى هذه الفعاليات أن الموقع الاستراتيجي للساحة، المحاط بعدد من المعالم الأثرية البارزة، لا يسمح بإقامة منشآت حديثة من شأنها أن تؤثر على القيمة التاريخية والعمرانية للمكان.
تخوفات من طمس الهوية البصرية
الفعاليات المدنية شددت على أن جهود التنمية والتحديث لا ينبغي أن تأتي على حساب الموروث الثقافي والحضاري للمدينة، محذّرة من أن تشييد ملعب في هذا الفضاء قد يؤدي إلى تشويه المشهد الحضري وطمس الطابع الأثري المميز للساحة، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية التاريخية لمكناس.
بين التنمية والحفاظ على التراث
وفي الوقت الذي يُنظر فيه إلى ملاعب القرب على أنها وسيلة لتعزيز الأنشطة الرياضية والاجتماعية لفائدة الشباب، يرى المدافعون عن التراث أن اختيار موقع تاريخي لمثل هذه المشاريع يعد خطأً استراتيجياً، ويهدد بتدمير معالم عمرانية وتاريخية لا يمكن تعويضها.
دعوة إلى مراجعة القرار
وأمام هذا الجدل، طالبت الجمعيات والهيئات المدنية السلطات المحلية بإعادة النظر في المشروع، وإيجاد بدائل عملية توازن بين حق الساكنة في البنيات التحتية الرياضية وضرورة الحفاظ على الإرث التاريخي الذي يُشكل مصدر اعتزاز للمدينة وساكنتها.