‫الرئيسية‬ مجتمع المغرب والمولد النبوي: عادات فريدة وتقاليد لا مثيل لها
مجتمع - ‫‫‫‏‫27 دقيقة مضت‬

المغرب والمولد النبوي: عادات فريدة وتقاليد لا مثيل لها

المولد النبوي الشريف

يحتل المولد النبوي الشريف مكانة متميزة في الذاكرة الدينية والثقافية للمغاربة، حيث لا يُنظر إليه كمجرد ذكرى تاريخية لميلاد الرسول الكريم ﷺ، بل كحدث متجدد يجمع بين الروحانية والاجتماع والاحتفال الشعبي. وقد شكّلت هذه المناسبة على مرّ القرون جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية، إذ تميزت المملكة بطقوسها الخاصة التي تجعل من المولد النبوي حدثًا فريدًا على مستوى العالم الإسلامي.

البعد الديني والروحاني

في الليلة المباركة، تتحول المساجد والزوايا إلى منارات للذكر والإنشاد، حيث يجتمع المريدون والعلماء والطلبة لتلاوة القرآن الكريم ومدارسة السيرة النبوية العطرة. وتُرفع أصوات المدائح النبوية والأذكار، فيما يُكثر الناس من الصلاة على النبي ﷺ.
الطرق الصوفية تلعب دورًا محوريًا في هذه المناسبة، إذ تُقيم الزوايا كالبودشيشية، والتيجانية، والناصرية مجالس روحانية تستقطب آلاف الحاضرين، وتحوّل المولد إلى فضاء للتربية الروحية والتزكية.

الاحتفال داخل البيوت المغربية

على الصعيد العائلي، يحمل المولد طابعًا اجتماعيًا دافئًا. إذ تجتمع الأسر المغربية حول موائد عامرة بأشهى الأطباق التقليدية:

  • الكسكس بالسبع خضر كطبق رئيسي يرمز إلى البركة والوفرة.

  • الطاجين بأشكاله المختلفة، المحضر خصيصًا للمناسبة.

  • الحلويات المغربية مثل الشباكية والغريبة والبريوات التي تزيّن المائدة.

كما يُقدَّم للأطفال ما يُعرف بـ “العمارية” أو الحلويات الخاصة بالمولد، تعبيرًا عن الفرح بالمناسبة، مما يجعلها لحظة محفورة في ذاكرتهم منذ الصغر.

البعد الثقافي والشعبي

في العديد de المدن المغربية، خصوصًا فاس ومراكش ومكناس، تتخذ الاحتفالات طابعًا جماهيريًا حيث تعلو أصوات المداحين والمنشدين بمدائح السيرة النبوية، ويُقام ما يُعرف بليلة المولد التي تستمر إلى ساعات الفجر الأولى.
وتنظم بعض المناطق مواكب احتفالية، كما هو الحال في تطوان وسلا، حيث تجوب فرق المديح والشباب الشوارع حاملين الرايات والأعلام، في مشهد يجمع بين الفرجة والروحانية.

المولد النبوي على المستوى الرسمي

من خصوصيات المغرب أن المولد النبوي الشريف مناسبة رسمية تُخلَّد باحتفالات يحضرها العاهل المغربي، حيث يتم إلقاء دروس حسنية بحضور العلماء والقراء ووفود من دول إسلامية. كما يُعلن في هذا اليوم عن جوائز ملكية تتعلق بالعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم.

تميز مغربي بين الأمم

ما يجعل المغرب متفردًا في الاحتفال بالمولد النبوي هو المزج بين:

  • التقاليد الشعبية التي تمنح المناسبة بعدًا اجتماعيًا جامعًا.

  • الروحانية الصوفية التي تعطيها عمقًا دينيًا وروحيًا خاصًا.

  • البعد الرسمي الذي يكرسها كأحد أهم الأعياد الدينية والوطنية.

وهكذا، يظل المولد النبوي في المغرب أكثر من مجرد ذكرى؛ إنه مهرجان روحي وثقافي واجتماعي يجمع بين الماضي والحاضر، ويؤكد ارتباط المغاربة العميق برسول الرحمة ﷺ.

اترك تعليقاً