المساجد العتيقة في مكناس: روائع و معمار يعكس عراقة المدينة

تعتبر المساجد العتيقة في مكناس من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس إرث المدينة العريق وتطورها عبر العصور. تقع هذه المساجد في قلب المدينة، حيث كانت تشكل مركزًا للحياة الدينية والثقافية والاجتماعية. في هذا المقال، سنتعرف على أهم المساجد العتيقة في مكناس وأهمية كل منها.

1. مسجد النجارين

يُعد مسجد النجارين من أقدم المساجد في مكناس، ويعود تاريخه إلى فترة المرابطين. يقع هذا المسجد في سوق النجارين، وقد أُطلق عليه اسم “المسجد العتيق” لأنه كان أول مسجد مخصص للخطبة. يتميز بمساحة قدرها 550 مترًا مربعًا ويحتوي على أربعة صفوف وصحن، بالإضافة إلى مقصورة للخطيب. يضم المسجد أيضًا اثنتي عشرة اسطوانة وأقواسًا، وله ثلاثة أبواب وصومعة متوسطة الحجم.

2. المسجد الأعظم

يقع المسجد الأعظم في حي حمام الجديد الموحدي، ويعكس تأثُّره بالعهد الموحدي. تبلغ مساحته 3500 متر مربع ويحتوي على 143 قوسًا، ويصل ارتفاع منارته إلى 22 مترًا. أسس المسجد في أواخر العهد المرابطي ومرت عليه العديد من الترميمات والإصلاحات عبر العصور، بما في ذلك أعمال التجديد التي قام بها المولى إسماعيل.

3. مسجد لالة عودة

أنشئ مسجد لالة عودة في القصبة المرينية سنة 1281 م بناءً على طلب لالة عودة الوزكيتية. يمتد المسجد على طول 160 مترًا وعرض 48 مترًا، ويتميز بوجود صحن فسيح ونافورة من المرمر. يحتوي المسجد على قبتين، الأولى في الجهة الشمالية بطول 11 مترًا، والثانية في الجهة الجنوبية بطول 7 أمتار وعرض حوالي 6 أمتار.

4. مسجد البرادعيين

بُني مسجد البرادعيين في سنة 1709 بأمر من السلطان مولاي إسماعيل، ويتميز بمساحة قدرها 620 مترًا مربعًا. يتكون المسجد من صفين وستة مباحات وصحن. على الرغم من أن منارته انهارت في عام 2010، إلا أن المسجد لا يزال يحتفظ باسم “مسجد خناثة بنت بكار” نسبةً إلى زوجة السلطان.

5. مسجد الأزهر

يُعتبر مسجد الأزهر من أوسع المساجد في مكناس، حيث تبلغ مساحته أكثر من 5000 متر مربع. بُني في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله سنة 1775. يتألف المسجد من أربعة صفوف ذات أقواس محمولة على أربع وأربعين أسطوانة، وله أربعة أبواب. يعد المسجد معلمًا معماريًا بارزًا يعكس تأثيرات المهندسين الأوروبيين في تصميم المبنى.

6. جامع الزيتونة

يُعد جامع الزيتونة من أقدم مساجد مكناس والمغرب بشكل عام، وما زال يحتفظ بطابعه الأصلي حتى اليوم.

تُعد هذه المساجد العتيقة في مكناس كنوزًا معمارية وتاريخية، تجسد تطور المدينة وثراء ثقافتها. كل مسجد منها يحمل قصة وتاريخًا خاصًا يضيف إلى جمال المدينة وإرثها الثقافي.