‫الرئيسية‬ سياسة “الحرة” تغلق أبوابها: نهاية مشروع إعلامي أمريكي في الشرق الأوسط
سياسة - ‫‫‫‏‫6 أيام مضت‬

“الحرة” تغلق أبوابها: نهاية مشروع إعلامي أمريكي في الشرق الأوسط

إغلاق قناة الحرة

أعلنت قناة “الحرة” عن توقف بثها وتسريح غالبية موظفيها، في خطوة تمثل إنهاءً فعلياً لأحد أبرز المشاريع الإعلامية التي أطلقتها الولايات المتحدة في العالم العربي خلال العقدين الماضيين. القرار جاء في أعقاب تجميد التمويل الحكومي المخصص للقناة، في سياق توجّه تقشفي تبنته إدارة الرئيس دونالد ترامب، ويشمل وقف الدعم عن وسائل الإعلام الممولة فدرالياً.

ويأتي إغلاق “الحرة” بعد نحو 20 عاماً على انطلاقتها عام 2004، حين رأت النور كمحاولة أمريكية لموازنة النفوذ الإعلامي المتصاعد لقناة “الجزيرة” القطرية، التي كانت تغطيتها لحرب العراق تثير حفيظة صناع القرار في واشنطن.

في بيان داخلي، أعرب المدير التنفيذي لشبكات الإرسال في الشرق الأوسط، جيفري غدمين، عن أسفه لما اعتبره “تجميداً تعسفياً” للتمويل، متهماً جهات رسمية أمريكية بعرقلة التواصل ورفض صرف المستحقات المالية للعاملين. وأكد أن القناة ستبقي على عدد محدود من الموظفين لتشغيل الموقع الإلكتروني، في وقت يتوقف فيه البث التلفزيوني بشكل كامل.

طوال سنوات عملها، حاولت “الحرة” ترسيخ وجودها في مشهد إعلامي عربي مشحون بالتنافس السياسي والمصالح الإقليمية، لكنها واجهت صعوبة في كسب ثقة الجماهير، وظلت في ظل منافسين كبار مثل “الجزيرة”، “العربية”، و”سكاي نيوز عربية”. ورغم وصولها إلى عشرات الملايين من المشاهدين أسبوعياً، إلا أن حضورها ظل مثقلاً بسمعة “الذراع الدعائية لواشنطن”، ما حدّ من تأثيرها الحقيقي.

ويخشى القائمون على القناة أن يشكل هذا التوقف فراغاً إعلامياً تستثمره أطراف مناوئة للسياسات الأمريكية في المنطقة. إلا أن الأوساط الإعلامية ترى في الخطوة أيضاً مؤشراً على تغير في أولويات واشنطن، التي باتت تراجع أدواتها الناعمة في الشرق الأوسط وسط تحولات جيوسياسية متسارعة.

اترك تعليقاً