الجزائر والبوليساريو تردّان على تجديد واشنطن اعترافها بمغربية الصحراء

ردّت الجزائر وجبهة البوليساريو، اليوم الأربعاء، على تأكيد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجددًا اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرتين أن هذا الموقف “منحاز” و”يتناقض مع الشرعية الدولية”، مع غياب أي إجراءات تصعيدية من الجانبين.

10 حقائق قد لا تعرفها عن المسيرة الخضراء

الخارجية الجزائرية: أخذنا علماً ونأسف

في بيان رسمي، أعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن “أسفها” لتجديد الولايات المتحدة موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واصفة إياه بـ”الحل الأوحد للنزاع” حسب ما جاء في البيان الأمريكي.
واعتبرت الجزائر أن هذا الموقف، الصادر عن “عضو دائم في مجلس الأمن”، لا ينسجم مع التزامات الولايات المتحدة باحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وأكد البيان أن “قضية الصحراء الغربية تتعلق بمسار تصفية استعمار لم يكتمل، وبحق تقرير المصير الذي لم يُستوف بعد”.

البوليساريو: انحياز واضح وتشبث بخطة 1991

جبهة البوليساريو تبنّت بدورها موقف الجزائر، معبّرة عن “أسف عميق تجاه انحياز الإدارة الأمريكية الواضح للأطروحات التوسعية المغربية”، واصفة ذلك بأنه “تناقض صارخ” مع قرارات الأمم المتحدة وأحكام محاكم دولية أوروبية وإفريقية.

وأشار بيان الجبهة إلى أن المغرب “يُعرقل مسار تصفية الاستعمار” في الصحراء، وجدّد التأكيد على تمسك البوليساريو بـ”خطة التسوية لسنة 1991″، معتبرًا أن الحل العادل والدائم يجب أن يستند إلى “الشرعية الدولية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، واحترام حقوق الإنسان”.

لا استدعاء للسفير.. ولا تصعيد

خلافًا لما حدث عقب اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء في يوليو 2024، لم تُقدم الجزائر هذه المرة على استدعاء سفيرها في واشنطن أو إعلان أي خطوات تصعيدية. كما خلا بيانها من أي إدانة صريحة للموقف الأمريكي.

وسارت البوليساريو على نفس النهج، إذ لم تهاجم الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، واكتفت بالتعبير عن “الأسف” والتشديد على المرجعيات الدولية.

واشنطن تجدد موقفها وتدعو للتفاوض

جاء الموقف الأمريكي الجديد عقب محادثات جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو، حيث أكدت الخارجية الأمريكية مجددًا دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وجاد للنزاع.

ودعت واشنطن جبهة البوليساريو إلى الانخراط في مفاوضات في إطار السيادة المغربية، مع اعتبار مقترح عام 2007 أساسًا وحيدًا لحل النزاع.