‫الرئيسية‬ سياسة الجزائر على فوهة بركان: تبون وشنقريحة في حرب قصور تهدد بانفجار النظام
سياسة - ‫‫‫‏‫26 دقيقة مضت‬

الجزائر على فوهة بركان: تبون وشنقريحة في حرب قصور تهدد بانفجار النظام

تبون شنقريحة

منذ أشهر، تعيش الجزائر على وقع صراع خفي لكنه شرس داخل أروقة السلطة. صراع يتخذ شكل “حرب قصور” بين جناحين متناحرين:

  • الرئاسة، ممثلة في عبد المجيد تبون ومحيطه الضيق.

  • قيادة الجيش، بزعامة الفريق السعيد شنقريحة.

هذا الصراع الذي ظلّ لسنوات مستتراً، خرج إلى العلن مع قضية الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية (DGSI) عبد القادر حداد، المعروف بلقب ناصر الجن.

هروب مثير يفضح هشاشة الدولة

اعتقال حداد ثم فراره الغامض فاستسلامه من جديد، شكلت سلسلة أحداث صادمة عرّت هشاشة المنظومة الأمنية الجزائرية. في الوقت الذي التزمت فيه السلطات الصمت، اتجهت أصابع الاتهام نحو الرئاسة، التي يُقال إنها سهّلت عملية الهروب لإحراج شنقريحة وتقويض نفوذه داخل المؤسسة العسكرية.

ملفات فساد عائلية: بلعزوق في الواجهة

لم تتوقف الفضائح عند ناصر الجن. فقد كشفت التحقيقات أيضاً عن قضايا تتعلق بالعميد سليم بلعزوق، المسؤول السابق في الشرطة القضائية بجهاز الاستخبارات، وابن عمه أمين بلعزوق الإعلامي المعروف.
القضية مرتبطة مباشرة بعائلة الرئيس، إذ يُتهم محمد تبون، نجل الرئيس، باستخدام نفوذ والده لحماية مصالح شخصية، بدعم من سكرتيره الخاص أمين حمداش، مدير ديوانه بلقاسم بوعمّة، وعدد من المستشارين النافذين.

جهاز حساس تحت السيطرة

وسط هذه الاضطرابات، تحوّلت مديرية الأمن الداخلي للجيش (DCSA) إلى نقطة صراع محورية. فالجنرال محرز جريبي، الذي يرأسها حالياً، بات مهدداً بالإقالة، مع تداول اسم الجنرال عبد المالك، المقرب من تبون، كخليفة محتمل.

رغم أن خبرته الأمنية محدودة، إلا أن ولاءه للرئاسة يجعله أداة مثالية لترسيخ نفوذ تبون على قطاع ظلّ خاضعاً تقليدياً لهيمنة الجنرالات.

رئيس معزول وقائد يشيخ

كلا الرجلين يواجهان ضعفاً واضحاً:

  • تبون: يفتقد للشرعية الشعبية، يعاني عزلة دبلوماسية، ويفرض سياسة متخبطة زادت من نقمة النخب الإعلامية والفكرية.

  • شنقريحة: يشيخ ويضعف، ويخسر تدريجياً أدوات السيطرة داخل الجيش، فيما تبرز أسماء جنرالات آخرين كبدائل محتملة.

سيناريوهات المستقبل

المراقبون يطرحون ثلاثة احتمالات رئيسية:

  1. سيناريو مصري: سيطرة كاملة للجيش تحت غطاء “انتقال سياسي”.

  2. رئاسية مطلقة: إقصاء تدريجي للجنرالات وتعزيز قبضة تبون (مستبعد حالياً).

  3. توازن هش: اتفاق ضمني بين الجناحين لتقاسم النفوذ والثروة على حساب الشعب.

الجزائر رهينة لعبة مافياوية

وراء الخطاب الرسمي، يبدو النظام الجزائري غارقاً في منطق مافياوي، حيث الولاءات الشخصية تتفوق على المؤسسات والدستور. والنتيجة: دولة مشلولة، فساد مستشري، صراعات لا تنتهي، وشعب مغيّب عن القرار.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: من يسقط أولاً؟ تبون أم شنقريحة؟

اترك تعليقاً