اعتقال عضوين في جبهة البوليساريو بتهم إرهابية في إسبانيا

شهدت منطقة ألافا شمال إسبانيا، يوم الأربعاء الماضي، عملية أمنية نفذتها الشرطة الباسكية أسفرت عن توقيف شابين من أصول صحراوية قادمين من مخيمات تندوف. ووفقًا للسلطات، يواجه المشتبه بهما تهماً تتعلق بـ”التعاون مع جماعات جهادية” و”تمجيد الإرهاب”، في إطار تحقيقات يقودها جهاز مكافحة الإرهاب.

قناة “دويتشه فيله” الألمانية تفضح تورط البوليساريو في دعم نظام الأسد وتثير غضب الجبهة

وقد تم عرض الموقوفين يوم الجمعة على قاضي التحقيق المختص في قضايا الإرهاب، بالقرب من مقر المحكمة الوطنية في العاصمة مدريد. وبعد جلسة الاستماع، قرر القاضي الإبقاء على أحد الشابين رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما تم الإفراج عن الثاني بشروط قضائية مشددة.

اللافت أن وسائل الإعلام المحلية، خصوصًا في إقليم الباسك، امتنعت عن كشف خلفيات المعتقلَين، ما فتح المجال لتكهنات وتساؤلات عدة حول دوافع هذا التكتّم الإعلامي. غير أن مصدرًا مغربيًا  أن أحد الشابين على صلة قرابة بخطري أدوه، الدبلوماسي البارز الذي عُين مؤخرًا ممثلًا لجبهة البوليساريو في الجزائر.

وأشار المصدر نفسه إلى أن ممثلي الجبهة الانفصالية في إسبانيا كثّفوا منذ وقوع الحادث جهودهم للضغط على المؤسسات الإعلامية، بهدف منع الإشارة إلى انتماء الموقوفَين إلى مخيمات تندوف، تفاديًا لتداعيات سياسية محتملة قد تؤثر على صورة الجبهة في أوروبا.

في السياق ذاته، تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل الأوساط السياسية ومراكز الأبحاث الأمريكية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية. وتشير تقارير إلى أن هذه الدعوات ازدادت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعة بمعطيات تتعلق بتحركات مشبوهة لعناصر مرتبطة بالجبهة في مناطق مختلفة.

يبقى الملف مفتوحًا على عدة احتمالات، خصوصًا في ظل غياب معطيات رسمية من الجانب الإسباني حول تفاصيل الاتهامات وسير التحقيق، وهو ما يطرح تساؤلات حول طبيعة الشبكات التي قد يكون لها امتداد داخل أوروبا، وعلاقة بعض عناصر البوليساريو بها.