اعتصام عمال “سيكوميك” في مكناس: عام من الصمود في مواجهة الإهمال
أمضى أكثر من 500 عامل وعاملة من شركة “سيكوميك” للنسيج بمكناس سنة كاملة في اعتصام مفتوح وسط المدينة، بعد أن وجدوا أنفسهم بلا عمل ولا حقوق إثر تصفية الشركة التي خدموا فيها لعقود. نصب العمال خيامًا بسيطة أمام مقر أحد استثمارات المجموعة، رافضين مغادرة المكان رغم الظروف القاسية، احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم وحرمانهم من التغطية الصحية وتعويض فقدان الشغل.
ورغم تنظيمهم لوقفات وحوارات حضرها مسؤولون ووزراء، لم تُحلّ الأزمة، واستمر تجاهل الجهات المعنية لمطالبهم، ما دفع عدة هيئات سياسية وحقوقية، من بينها حزب الاتحاد الاشتراكي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى إعلان التضامن معهم والمطالبة بإيجاد حل يحفظ كرامتهم.
وأكد ممثلو العمال أن الاعتصام كان خيارًا اضطراريًا بعد سنوات من العمل دون حماية اجتماعية، وتفاقم معاناة أسرهم بسبب توقف الأجور وتدهور الأوضاع المعيشية. وذكروا أنهم تعرضوا خلال الاعتصام لمضايقات واعتداءات متكررة، في ظل غياب أي تجاوب رسمي جاد مع قضيتهم.
ويعد ملف “سيكوميك” من أبرز القضايا الاجتماعية بمدينة مكناس في السنوات الأخيرة، حيث بدأ مسلسل الأزمة منذ 2012، وتفاقمت خلال جائحة كورونا حتى إغلاق الشركة نهائيًا في 2021، مما جعل مئات العمال يواجهون مصيرًا مجهولًا، مطالبين بإنصافهم وصون حقوقهم الأساسية.