اعتراف الباراغواي: مكسب دبلوماسي جديد للمغرب وانتكاسة للبوليساريو والجزائر في قضية الصحراء المغربية
قرار الباراغواي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه والإعلان عن افتتاح قنصلية في الأقاليم الجنوبية، يندرج في إطار دينامية دبلوماسية متصاعدة تعزز الموقف المغربي. هذه الخطوة تمثل مكسباً استراتيجياً جديداً للرباط، وتؤكد اتساع دائرة الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لسنة 2007 باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذي المصداقية والواقعية.
كيف تستعد الجزائر للتنازل عن تندوف للبوليساريو؟
تراكم الانتصارات الدبلوماسية
خلال السنوات الأخيرة، راكم المغرب سلسلة من النجاحات الدبلوماسية المهمة:
-
أكثر من 30 دولة افتتحت قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، في اعتراف عملي بمغربية الصحراء.
-
الدعم المتنامي في أمريكا اللاتينية (الشيلي، البرازيل، جمهورية الدومينيكان، والباراغواي اليوم) يأتي ليكمل الدعم الذي سبق أن تأكد في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
-
على المستوى المتعدد الأطراف، يزداد عدد الدول داخل الأمم المتحدة التي تعبر عن تأييدها للحل المغربي المتمثل في الحكم الذاتي.
عزلة البوليساريو وتراجع الدبلوماسية الجزائرية
يمثل هذا الاعتراف صفعة جديدة للبوليساريو وراعيه الجزائري. فالجزائر التي تنفق منذ عقود موارد هائلة لحشد الدعم لطرح الانفصال، تجد نفسها أمام تقلص نفوذها وانحسار خطابها على الساحة الدولية.
أما جبهة البوليساريو، فهي تعيش حالة ضعف سياسي ودبلوماسي متزايد، إذ يُنظر إلى كل قنصلية جديدة تُفتتح في الأقاليم الجنوبية باعتبارها ترسيخاً لسيادة المغرب. وبهذا، يتقلص هامش مناورة الجبهة وينحصر دعمها في دائرة ضيقة من الحلفاء التقليديين، الذين فقدوا الكثير من وزنهم الدولي.
إعادة تشكيل للتوازنات الإقليمية
قرار الباراغواي يعكس كذلك إعادة تشكيل لموازين القوى في أمريكا اللاتينية، التي كانت تُعتبر في الماضي أرضاً خصبة لخطاب الانفصال. واليوم، تبرز توجهات جديدة تؤكد اعترافاً متزايداً بشرعية الموقف المغربي على حساب الاستراتيجية الجزائرية.
اعتراف الباراغواي لا يمثل مجرد دعم ثنائي، بل هو تجسيد لعزلة البوليساريو وفشل الدبلوماسية الجزائرية في معاكسة وحدة المغرب الترابية. ويواصل المغرب، عبر سياسة خارجية متوازنة وواقعية، تعزيز مكانة مبادرة الحكم الذاتي كالإطار الوحيد القابل للتطبيق لتسوية هذا النزاع الإقليمي.