ارتفاع قياسي في أسعار الذهب يتجاوز 3,200 دولار للأونصة وسط تراجع الدولار وتوترات تجارية
يواصل المعدن الأصفر مسيرته الصعودية بثبات، حيث سجل قمة تاريخية جديدة في يوم الجمعة 11 أبريل، ليصل إلى 3,229 دولار للأونصة. هذا الارتفاع اللافت يعكس تأثير عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، أبرزها تراجع الدولار الأمريكي، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ارتفاع أسعار الذهب في المغرب: كيف يؤثر على قيمة استثمارك في الذهب عيار 18؟
ارتفاعات قياسية للذهب:
وصل سعر الذهب إلى مستوى غير مسبوق في يوم الجمعة 11 أبريل، حيث تخطى حاجز 3,200 دولار للأونصة، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً عند 3,229 دولار. هذه الزيادة تعكس تفوق الذهب في الأسواق المالية، في وقت يعاني فيه الدولار الأمريكي من ضعف ملحوظ.
تراجع الدولار يعزز جاذبية الذهب:
كان للتراجع المستمر في قيمة الدولار الأمريكي دور رئيسي في دفع أسعار الذهب للارتفاع. حيث انخفض مؤشر DXY، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات، إلى حوالي 100.2 نقطة، نتيجة للشكوك المتزايدة حول قوة الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل الذهب بديلاً جذاباً للمستثمرين الدوليين.
التضخم الضعيف يعزز توقعات خفض الفائدة:
أظهرت البيانات الأخيرة للتضخم في الولايات المتحدة تراجعاً غير متوقع، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) 2.4% على أساس سنوي في مارس، وهو أقل من التوقعات. كما تباطأ التضخم الأساسي. هذا التراجع يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية اعتباراً من يونيو، مع إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار يصل إلى 100 نقطة أساس حتى نهاية 2025.
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين:
من جهة أخرى، تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان واشنطن عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية. الرسوم الجديدة التي بلغت 125% على الرسوم الحالية، رفعت المعدل الإجمالي إلى 145%. هذا القرار يأتي في وقت حساس قبيل الانتخابات الأمريكية، مما يعيد القلق من احتمالية نشوب حرب تجارية مفتوحة بين أكبر اقتصادين في العالم.
توجهات المستثمرين نحو الذهب:
مع تصاعد هذه التوترات الجيوسياسية، يواصل المستثمرون التحول نحو الأصول الآمنة، على رأسها الذهب، الذي يعد من أكثر الخيارات الدفاعية في مثل هذه الأوقات.