‫الرئيسية‬ مجتمع إحياء الذئب الرهيب يثير جدلًا واسعًا… خطوة علمية جريئة أم عبث بالوراثة؟
مجتمع - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

إحياء الذئب الرهيب يثير جدلًا واسعًا… خطوة علمية جريئة أم عبث بالوراثة؟

الذئب الرهيب

في خطوة غير مسبوقة في مجال علم الأحياء والوراثة، أعلنت شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية، المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، عن نجاحها في ولادة ذئاب معدلة وراثيًا تحمل صفات الذئب الرهيب، وهو نوع مفترس ضخم انقرض قبل أكثر من 10 آلاف عام.

وقد أثار هذا الإعلان العلمي جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية والأخلاقية، خاصة أن الكائنات الجديدة ليست نسخًا مطابقة تمامًا للذئب الرهيب، بل نُسخًا معدّلة من الذئب الرمادي أدخلت عليها جينات مستخرجة من حفريات الذئب المنقرض.

نشرة إنذارية: رياح قوية وتطاير غبار بعدد من أقاليم المملكة يوم الأربعاء

الذئب الرهيب… سيد الغابات الجليدية

الذئب الرهيب (Dire Wolf) عاش في أميركا الشمالية وأجزاء من أميركا الجنوبية لأكثر من 250 ألف عام، وكان من أبرز مفترسات العصر الجليدي، إذ تشير الدراسات إلى أنه كان يعيش في مجموعات ويصطاد فرائس ضخمة كالماموث والبيسون القديم.

وقد عُثر على آلاف الهياكل العظمية لهذا النوع في “حفرة قطران لابريا” الشهيرة بمدينة لوس أنجلوس، مما مكّن العلماء من دراسة بنيته وتشريحه بدقة. وتميز هذا النوع بجمجمة ثقيلة وفك قوي، ما يجعله أكثر اعتمادًا على القوة الجسدية من الذكاء أو السرعة.

كيف تم “إحياؤه”؟

اعتمدت شركة “كولوسال” على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة، وقامت باستخراج أجزاء من الحمض النووي من حفريات الذئب الرهيب، بينها أسنان عمرها 13 ألف سنة وعظام أذن داخلية عمرها 72 ألف سنة.

ثم تم استخدام تقنية CRISPR الشهيرة في التحرير الجيني لإدخال الجينات القديمة في جينوم الذئاب الرمادية، ما أسفر عن ولادة ثلاثة جِراء معدّلة وراثيًا، سُميت “رومولوس” و”ريموس”، وتشبه في صفاتها التشريحية والسلوكية الذئب الرهيب.

تساؤلات أخلاقية وعلمية

ورغم أن الإنجاز يبدو ثوريًا، إلا أن الكثير من العلماء حذروا من التبعات. فهذه الكائنات لا يمكن اعتبارها ذئابًا رهيبة “أصيلة”، إذ أن الجينوم الكامل للنوع المنقرض غير متوفر حتى الآن، كما أن التعديلات تمت على أساس نوع آخر.

ويطرح خبراء البيئة والوراثة تساؤلات أخلاقية حول سلامة هذه الكائنات الجديدة، وإمكانية معاناتها نفسيًا أو جسديًا بسبب كونها “كائنات مصنّعة”، إلى جانب المخاطر التي قد تشكلها في حال إدخالها إلى بيئات طبيعية لا تناسبها.

مشروع أوسع لإحياء الأنواع

تخطط شركة “كولوسال” لتوسيع جهودها نحو إعادة إحياء أنواع أخرى مثل نمر تسمانيا والماموث الصوفي وطائر الدودو، وتسعى لاستخدام هذه التقنيات كذلك في حماية الأنواع المهددة بالانقراض وتعزيز التنوع الجيني.

ورغم الانتقادات، يرى مؤيدو المشروع أنه يمثل فرصة علمية لإعادة التوازن البيئي والتعلّم من الماضي لمواجهة تحديات الانقراض الحالية.

اترك تعليقاً