‫الرئيسية‬ سياسة أزمة دبلوماسية: الجزائر تغرق في الاستفزاز والعزلة
سياسة - ‫‫‫‏‫3 أيام مضت‬

أزمة دبلوماسية: الجزائر تغرق في الاستفزاز والعزلة

فرنسا الجزائر

في خطوة تصعيدية خطيرة، قرّرت الجزائر طرد 12 موظفًا دبلوماسيًا فرنسيًا، ما يعكس انزلاقًا متواصلًا نحو سياسة المواجهة والتوتير. هذا القرار الأحادي الجانب لا يُعدّ سوى حلقة جديدة في سلسلة من الاستفزازات المتعمّدة التي تنتهجها السلطة الجزائرية، على حساب علاقات تاريخية وشراكات إستراتيجية. الجزائر اليوم لا تسعى إلى التهدئة، بل تنغلق أكثر فأكثر على نفسها، وتدفع نحو عزلة دبلوماسية غير مسبوقة.

طرد مفاجئ بلا تشاور

القرار الجزائري بطرد اثني عشر دبلوماسيًا فرنسيًا، بحجّة “أنشطتهم غير المتوافقة مع صفتهم”، جاء دون سابق إنذار أو أي تنسيق مع باريس، ضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية. فرنسا، التي فوجئت بهذه الخطوة العدائية، أدانتها بشدّة واعتبرتها تصرفًا غير مبرر. وهو سلوك لم يشهده تاريخ العلاقات الثنائية منذ الاستقلال، ويؤكد أن ما جرى ليس مجرّد خلاف، بل عمل استفزازي صريح من نظام مأزوم.

سلسلة طويلة من العداء

هذا التصعيد ليس معزولًا، بل يأتي ضمن سياق من التوترات التي غذّاها النظام الجزائري عمدًا خلال الأشهر الماضية. القضية المتعلقة بالمعارض أمير ديزاد – التي حاول فيها الإعلام الرسمي تحميل فرنسا مسؤولية اختطافه – ليست سوى محاولة يائسة لصرف الأنظار عن ممارسات قمعية داخلية.

فضلًا عن ذلك، تعمد الجزائر إلى التصادم مع فرنسا بشأن ملف الصحراء المغربية، بعدما أبدت باريس دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي. الموقف الجزائري هنا لا يخدم مصلحة الحوار أو الاستقرار، بل يعكس رغبة في المواجهة مهما كلّف الثمن.

نظام مشكوك فيه، يعيش على نظرية المؤامرة

اتهامات الجزائر الموجهة إلى فرنسا – ولا سيما إلى جهاز استخباراتها الخارجية DGSE – بالسعي إلى “زعزعة استقرار البلاد”، تعبّر عن ذهنية سلطوية تغرق في الشك والتخوين. بدلًا من الانفتاح على الحوار، يختار النظام إحياء الخطاب المعادي لفرنسا وتغذيته، فقط لكسب بعض الشرعية الداخلية في مواجهة أزمة شعبية مستمرة.

فرنسا متزنة… لكنها جاهزة للرد

في مقابل هذه التوترات، تعاملت باريس حتى الآن بقدر كبير من ضبط النفس. لكنها أعلنت أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي. الرد بالمثل وارد، وقد يشمل طرد دبلوماسيين جزائريين، أو تشديد شروط التأشيرات، أو تجميد بعض مجالات التعاون الثنائي. الرسالة واضحة: لا يمكن القبول باستفزاز دائم دون رد.

يد ممدودة تُقابل بالتجاهل

رغم كل ما سبق، لا تزال فرنسا تحاول الحفاظ على قناة حوار مفتوحة. الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالًا مباشرًا بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وأوفد وزير خارجيته إلى الجزائر في محاولة جديدة لخفض التوتر. لكن إلى متى يجب أن تبقى فرنسا صبورة في وجه نظام لا يُظهر أي موثوقية أو رغبة حقيقية في التهدئة؟

اترك تعليقاً