‫الرئيسية‬ اقتصاد سعر الذهب يلتهب في المغرب: الغرام الخام يصل إلى 830 درهماً والحُلي تتجاوز 1.200 درهم
اقتصاد - سبتمبر 30, 2025

سعر الذهب يلتهب في المغرب: الغرام الخام يصل إلى 830 درهماً والحُلي تتجاوز 1.200 درهم

سعر الذهب في المغرب

يشهد سوق الذهب المغربي موجة غير مسبوقة من الارتفاعات، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية تُربك الحرفيين والتجار وتُثقل كاهل المستهلكين.

ارتفاع يعم مختلف المدن

في الدار البيضاء، فاس، مراكش وأكادير، يؤكد تجار الذهب نفس الملاحظة: سعر الغرام الخام بلغ 830 درهماً، بينما تجاوزت الحُلي المصنوعة بعناية 1.200 درهم للغرام حسب جودة الصياغة.

يقول مختار كرّومي، رئيس جمعية الصاغة الحرفيين بجهة الدار البيضاء–سطات:

«الذهب هو المعدن الوحيد الذي لا يعرف الاستقرار، خاصة منذ فترة الجائحة. اليوم تتغير الأسعار أسبوعياً وأحياناً يومياً».

ويُعزى ذلك إلى غياب سوق رسمية أو مؤسسة وطنية لتنظيم تجارة المادة الخام، ما يجعل الحرفيين رهائن لتقلبات العرض والطلب في السوق الدولية.

الأسر المغربية في مواجهة الغلاء

للذهب مكانة راسخة في الثقافة المغربية، فهو هدية زواج، وزينة اجتماعية، وملاذ آمن للادخار. غير أن هذا الارتفاع غير المسبوق قلب المعادلة.

يؤكد العديد من الصاغة أن سلوك المستهلكين تغيّر بشكل واضح:

  • الأزواج الشباب يكتفون بقطع صغيرة أو يتوجهون نحو الفضة.

  • الزبائن الذين اعتادوا شراء الذهب مرتين أو ثلاثاً في السنة باتوا يعودون كل سنتين أو ثلاث سنوات.

  • الأسر ذات الدخل المحدود هجرت السوق تماماً بعد أن أصبح الذهب خارج متناولها.

وبذلك يفقد الذهب تدريجياً مكانته التقليدية كـ«ملاذ آمن»، لصالح بدائل أخرى أقل تكلفة.

ضغوط عالمية مباشرة

ارتفاع الأسعار في المغرب يعكس قبل كل شيء الوضعية الدولية. فقد تجاوزت الأونصة في الأسواق العالمية سقف 2.400 دولار مدفوعة بـ:

  • التوترات الجيوسياسية (الحرب في أوكرانيا والأزمات بالشرق الأوسط)،

  • ارتفاع الطلب الآسيوي، خصوصاً في الصين والهند،

  • التضخم وعدم اليقين النقدي.

وبما أن المغرب مستورد صافٍ للذهب، فإن أي تقلب عالمي ينعكس فوراً على الأسعار المحلية.

قطاع في مأزق

يحذر المهنيون من أن استمرار هذا الوضع يهدد التوازن الهش للقطاع الحرفي، الذي يواجه أصلاً منافسة المنتجات المستوردة.

يقول شرف الدين حموش، صائغ بالدار البيضاء:

«بين يناير وشتنبر ارتفع السعر بحوالي 150 درهماً. وإذا استمرت الوتيرة نفسها، قد يتجاوز الغرام الخام حاجز 1.000 درهم قبل نهاية السنة».

ولتفادي الشلل، يدعو بعض الفاعلين إلى:

  • إنشاء بورصة وطنية للذهب،

  • تنظيم أوضح لسلسلة التوريد،

  • وتدابير دعم لحماية الصياغة التقليدية.

أي مستقبل للسوق المغربية؟

في انتظار حلول عملية، يحاول الصاغة التأقلم مع الواقع الجديد من خلال تنويع العروض، والترويج للفضة والمعادن المطلية، وإبراز قيمة الصناعة التقليدية.

لكن يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى سيستمر لهيب أسعار الذهب؟ وهل يستطيع السوق المغربي التوفيق بين تقاليده الراسخة وضغوط الاقتصاد العالمي؟