‫الرئيسية‬ سياسة دي ميستورا يطرح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لنزاع الصحراء أمام مجلس الأمن
سياسة - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

دي ميستورا يطرح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لنزاع الصحراء أمام مجلس الأمن

دي ميستورا

في تحول بارز داخل أروقة الأمم المتحدة، برز المقترح المغربي للحكم الذاتي كالحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء نزاع الصحراء المغربية، وذلك خلال إحاطة مغلقة قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن يوم الإثنين 14 أبريل الجاري.

وأكد دي ميستورا على ضرورة “استثمار الزخم الجديد” الذي يشهده الملف، مشيرًا إلى دعم قوي وعلني من الولايات المتحدة وفرنسا — وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن — لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مما يعكس تحولًا نوعيًا في مواقف الأطراف الدولية الفاعلة تجاه النزاع.

دعم أمريكي وفرنسي حاسم

خلال زيارته إلى واشنطن في 8 أبريل، تلقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تأكيدًا أمريكيًا واضحًا على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي المغربية “الأساس الوحيد” لحل عادل ودائم. وقد شدد دي ميستورا على أهمية التصريحات الأخيرة للسيناتور ماركو روبيو في هذا الصدد.

وفي سياق موازٍ، أشار دي ميستورا إلى بدء مسار تطبيع بين الجزائر وفرنسا، رغم التوترات السابقة التي خلفها الموقف الفرنسي الداعم بشكل كامل للمقترح المغربي. ويرى المبعوث الأممي أن هذا التطور يمثل خطوة إضافية في اتجاه تسوية النزاع.

نحو نقاش مضمون الحكم الذاتي

ما ميز الإحاطة الأممية الأخيرة هو التحول من نقاش حول “الإطار العام” إلى التركيز على “مضمون” الحكم الذاتي المغربي، وهو ما وصفه مراقبون بأنه تقدم دبلوماسي واضح لصالح الرباط.

وقال دي ميستورا في كلمته إن “الإطار الوحيد الممكن للنقاش هو الحكم الذاتي، ولا شيء غيره”، مشيرًا إلى أن أكثر من 110 دول تدعم هذا الطرح، في وقت تتوحد فيه مواقف اثنتين من القوى الكبرى في مجلس الأمن خلفه.

ثلاثة أشهر حاسمة

وصف المبعوث الأممي الأشهر الثلاثة القادمة بأنها “فرصة لإثبات كيف يمكن للزخم الحالي أن يقود إلى تهدئة إقليمية”، داعيًا الأطراف إلى اغتنام الفرصة لإحراز تقدم سياسي حقيقي.

من جانبه، صرح السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بأن خطاب دي ميستورا يعكس “استمرارية عادية” في مسار الأمم المتحدة، لكنه يتضمن في الوقت نفسه “تطورًا كبيرًا” في كيفية تناول الملف دوليًا. وأضاف أن “الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء” قد تشكل لحظة تاريخية لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده.

العقبة الجزائرية

ورغم المناخ الدولي الإيجابي، لم يغفل دي ميستورا الإشارة إلى استمرار التوتر المغربي الجزائري، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين “لم تشهد أي تحسن، بل على العكس تمامًا”، في ظل إصرار الجزائر على موقفها المتصلب.

واختتم بالقول إن شعوب المغرب الكبير “تستحق أن تكون الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء مناسبة لنهاية نزاع مفتعل احتجز شمال القارة رهينة خلاف لا مبرر له”.