تكشبيلا تيوليولا: قصة الأغنية الأندلسية التي تحمل ذكريات الألم والمعاناة
تعتبر أغنية “تكشبيلا تيوليولا” واحدة من أروع تجليات التراث الشفهي المغربي، التي استمرت عبر الأجيال. عندما كنا صغارًا، غنينا هذه الأغنية في الألعاب والاحتفالات دون أن ندرك معناها العميق وحجم المعاناة التي تحملها. تعود الأغنية إلى الأندلسيين، سواء كانوا يهودًا أو مسلمين، الذين تم تهجيرهم من إسبانيا وهاجروا إلى المغرب.
معاني كلمات الأغنية
- تك شبيلة تيوليولا: تعني “تلك إشبيلية سنعود إليها”. تعكس هذه العبارة حنين الأندلسيين إلى العودة إلى مدينتهم الأصلية إشبيلية بعد تهجيرهم.
- ما قتلوني ما حياوني: تشير إلى التعذيب الشديد الذي تعرض له المسلمون خلال محاكم التفتيش في إسبانيا. كانوا يشعرون وكأنهم بين الحياة والموت من شدة التعذيب.
- غير الكاس لي عطاوني: تعني أنهم كانوا يُجبرون على شرب الخمر كوسيلة للتحقق من دينهم، مما زاد من معاناتهم وإذلالهم.
- الحرامي ما يموتشي: تشير إلى عودة الإسبان، وأن تاريخهم لم ينته كما كان يُعتقد. هذا التعبير يعكس الإحساس بأن معاناتهم لم تذهب سدى.
- جات خبارو فالكوتشي: تعني أن أخبار عودة الإسبان وصلت عبر رسول يركب عربة تجرها الخيول. كانت هذه وسيلة نقل الأخبار في ذلك الوقت.
الأبعاد الثقافية والتاريخية
تعد “تكشبيلا تيوليولا” أكثر من مجرد أغنية للأطفال؛ إنها جزء من الذاكرة الجماعية للشعب المغربي. تعكس الأغنية معاناة الأندلسيين المهجرين، وتذكرنا بتاريخهم المؤلم والتحديات التي واجهوها. استمرار هذه الأغنية في التراث المغربي يعكس مدى تجذر ذكرى الأندلس في وجداننا، وتؤكد أهمية الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.