المحطة الطرقية بمكناس.. فوضى عارمة ومعاناة اجتماعية في انتظار الحل
تعيش المحطة الطرقية بمكناس منذ أشهر على وقع أزمة اجتماعية وتنظيمية خانقة، بعدما تحولت من مرفق عمومي حيوي من المفترض أن يكون واجهة حضرية وخدماتية للمدينة، إلى فضاء يعكس مظاهر الفوضى والتسيّب، في ظل أوضاع مأساوية لمستخدميه، وتذمر متزايد للمسافرين وأرباب الحافلات على حد سواء.
عباس المغاري يتواصل مع سكان مكناس ويعرض خريطة مشاريع تنموية كبرى
معاناة المستخدمين.. غياب التغطية الصحية وحقوق اجتماعية مهضومة
مصادر متطابقة أكدت أن مستخدمي الشبابيك بالمحطة الطرقية يشتغلون ضمن فئة “العرضيين”، ويتقاضون أجورهم عبر برنامج الإنعاش الوطني، ما يجعلهم محرومين من أبسط الحقوق الاجتماعية وعلى رأسها التغطية الصحية.
هذه الوضعية الهشة خلقت حالة من الغضب والاستياء وسط الفئة المتضررة، خاصة أنها تتعارض مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعميم التغطية الاجتماعية على كافة المواطنين باعتبارها ورشاً وطنياً استراتيجياً.
جمود إداري يزيد الأزمة تعقيداً
وتعود جذور هذه الأزمة إلى جمود صفقة تدبير المحطة الطرقية، التي لم تتم المصادقة عليها منذ أكثر من سنة، ما فتح الباب أمام تبادل الاتهامات بين السلطات المحلية والمجلس الجماعي، في مشهد يعكس ارتباكاً إدارياً واضحاً، جعل الموظف الحلقة الأضعف والمتضرر الأول من هذا الوضع.
فوضى “الكورتيا” وتضييق على المسافرين
ولم يتوقف الأمر عند حدود المشاكل الاجتماعية والإدارية، بل امتد إلى انتشار ظاهرة “الكورتيا” الذين يسيطرون على مداخل وأروقة المحطة، حيث يمارس بعضهم الابتزاز والنصب على المسافرين، فيما ينخرط آخرون في سلوكيات استفزازية وصلت حد التعاطي العلني للممنوعات.
هذا الواقع جعل المسافرين عرضة للتضييق والاحتيال، وأضر كثيراً بصورة النقل الطرقي بالمدينة، في وقت كان يُفترض أن تشكل المحطة الطرقية واجهة حضارية لمكناس وزوارها.
استياء المهنيين
إسماعيل الهلالي، رئيس الرابطة الوطنية لمقاولات النقل الطرقي بالمغرب، عبّر عن امتعاضه الشديد مما وصفه بسيطرة “البلطجية” على بهو ومحيط المحطة، مؤكداً أن تصرفاتهم الاستفزازية تطال المسافرين وأرباب الحافلات على حد سواء، وسط غياب أي تدخل حازم يضع حداً لهذه الفوضى.
دعوات إلى تدخل عاجل
في ظل استمرار تبادل المسؤولية بين الجماعة والعمالة، تبقى معاناة المستخدمين والمسافرين مستمرة، في انتظار تدخل عاجل يعيد الاعتبار لهذا المرفق العمومي، من خلال تسوية الوضعية الاجتماعية للشغيلة، وتوفير ظروف عمل كريمة، إلى جانب إعادة النظام والانضباط داخل المحطة ومحيطها.